عراقجي: إذا توقفت اعتداءات إسرائيل، فإن ردود أفعالنا ستتوقف أيضاً / كنا نمارس الدبلوماسية ولكن الاعتداء فُرض علينا

في صباح اليوم الأحد، وخلال لقاء جمعه بالسفراء والقائمين بالأعمال ورؤساء البعثات الأجنبية والدولية المقيمين في طهران، تحدث عراقجي عن الهجوم الإسرائيلي على إيران قائلاً: “منذ صباح الجمعة بدأت اعتداءات النظام الصهيوني على أهداف متعددة في إيران دون أي تمهيد، وتُعد عدواناً صارخاً على الأراضي الإيرانية. وقد استهدفت هذه الاعتداءات منشآت مهمة أبرزها منشأة نطنز النووية، بالإضافة إلى أهداف داخل العاصمة طهران ومناطق سكنية، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين في طهران ومدن أخرى.”
أهداف مدنية وأكاديمية
وتابع وزير الخارجية: “من بين الضحايا عدد من الأساتذة الجامعيين والعلماء النوويين والقادة العسكريين الذين لم يكونوا في ساحات القتال، بل في منازلهم، وذلك بينما كنا على مشارف الجولة السادسة من المفاوضات. إسرائيل لا تعترف بأي حدود أو قواعد. ما حدث ضد الجمهورية الإسلامية هو سلسلة من الانتهاكات التي طالت حتى الأطفال والمدنيين. في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات جارية مع الولايات المتحدة، كان من المقرر أن تبدأ اليوم الأحد الجولة السادسة. القانون الدولي لا يبرر هذه الأفعال. أنتم جميعًا شهود على أن ليس فقط الفلسطينيين الأبرياء يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان، بل إن خطوطًا حمراء جديدة قد تم تجاوزها.”
رسائل متناقضة من أمريكا
وأضاف عراقجي: “تلقينا عبر قنوات متعددة رسائل من الولايات المتحدة تدعي أنها لم تشارك في هذا الهجوم ولن تشارك مستقبلاً. نحن لا نصدق هذه المزاعم، لأن لدينا أدلة تثبت عكس ذلك. إذا كانت أمريكا جادة في نفيها، فعليها إعلان موقفها بشكل صريح وعلني. الرسائل الخاصة لا تكفي. يجب أن تدين الولايات المتحدة بوضوح الهجوم على المنشآت النووية. نقل الصراع إلى منطقة الخليج خطأ استراتيجي فادح.”
الهجمات الإيرانية دفاعية ومشروعة
وأوضح أن الهجمات الإيرانية على أهداف عسكرية واقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تأتي في إطار الدفاع عن النفس ورداً على اعتداءات إسرائيل. وقال: “في الليلة الأولى، استهدفنا أهدافًا عسكرية فقط، لكن بما أن إسرائيل استهدفت بالأمس أهدافاً اقتصادية، مثل مصفاة طهران وبعض المناطق في عسلويه، قمنا الليلة الماضية بالرد واستهداف المصافي الاقتصادية التابعة لهم.”
ووصف عراقجي الهجوم على عسلويه بأنه عدوان واضح وخطير، قائلاً: “نقل ساحة المواجهة إلى الخليج عمل متهور نُفّذ عن قصد لتوسيع رقعة الحرب خارج حدود إيران. الخليج منطقة شديدة الحساسية، وأي تطور عسكري فيها قد يؤدي إلى إشعال المنطقة والعالم بأسره. هذا العدوان بدأه النظام الصهيوني، ونأمل أن يتحرك المجتمع الدولي سريعاً لوقف هذه الجرائم.”
انتهاك خطير للقانون الدولي
وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي على منشآت نطنز النووية تجاوز خطاً أحمر جديداً في القانون الدولي، وأضاف: “الهجوم على منشآت نووية محمية دولياً يُعد خرقاً كبيراً للقانون الدولي، ويجب إدانته بشكل صارم. للأسف، مجلس الأمن التزم الصمت. لكن العديد من الدول، خاصة في المنطقة، أدانت هذا العدوان على منشآتنا النووية، ونشكرها على ذلك. أما بعض الدول الأوروبية التي تدّعي التمدّن، فقد أدانت إيران بدلاً من إدانة المعتدي.”
حق الدفاع عن النفس
أكد عراقجي أن رد إيران مبني على مبدأ الدفاع المشروع المعترف به دولياً، وقال: “هذا ما بدأته قواتنا المسلحة منذ ليلتين، وشهدتم أبعاده الجديدة الليلة الماضية، وسيستمر. لقد طلبت من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد جلسة طارئة يوم الاثنين لإدانة هذا الاعتداء.”
مطالبة المجتمع الدولي بالمحاسبة
وطالب سفراء الدول الأعضاء في مجلس محافظي الوكالة بنقل الأمر لعواصمهم، وأضاف: “ننتظر إدانة واضحة للهجوم ومعاقبة الكيان الصهيوني. هذا ربما يكون آخر خط أحمر ينتهكه هذا الكيان. وإذا سكت المجتمع الدولي، فإن تداعيات ذلك ستمتد للجميع.”
إيران لم تبدأ الحرب
قال عراقجي: “نحن لم نبدأ هذه الحرب، بل كنا نتابع المسار الدبلوماسي بشأن برنامجنا النووي، لكن الاعتداء فُرض علينا. نحن ندافع عن أنفسنا وهذا حق مشروع. وإذا توقف العدوان، ستتوقف ردود أفعالنا. نحن لا نرغب في توسيع رقعة الحرب ما لم تُفرض علينا.”
إسرائيل تعارض أي اتفاق
وتابع قائلاً: “كان من المقرر اليوم عقد الجولة السادسة من المفاوضات في مسقط. نحن واثقون تمامًا بأن برنامجنا سلمي، كما أثبتنا ذلك في اتفاق 2015. نحن مستعدون لأي اتفاق يمنع حيازة السلاح النووي، فهذا من معتقداتنا، لكننا نرفض أي اتفاق يحرمنا من حقوقنا النووية المشروعة.”
تواطؤ أمريكي مباشر
وأشار إلى أن واشنطن شريكة في هذا العدوان قائلاً: “لدينا أدلة قاطعة على أن القوات والقواعد الأمريكية في المنطقة دعمت الهجمات. كما أن تصريحات الرئيس الأمريكي واضحة، حيث أقر أن الهجمات لم تكن ممكنة دون المعدات الأمريكية، بل وأكد وجود مراحل لاحقة في التخطيط. لذا فبالنسبة لنا، أمريكا شريك ويجب أن تتحمل مسؤوليتها.”