السفير محمد مرسي يكتب :نيران إيران

أمريكا تحارب فعلياً مع إسرا*ئيل ، وقد تشارك لاحقاً رسمياً .
أوربا وباقي الدول الصناعية السبع تدعم إسرا*ئيل دون خجل أو مواربة .
بعض العرب – وليس من بينهم مصر – يدعمون هذا العدوان الإسرا*ئيلي سراً ويجاهرون بالرفض والإدانة للعدوان علي إيران علناً ، وذلك خوفاً من رد إيران ومن أمور أخري من بينها انكشافهم أمام شعوبهم .
ويتجاهلون مجرد التفكير في سيناريو سقوط إيران وعودة نظام موالٍ للغرب ولإسر*ائيل علي غرار نظام الشاه وربما أسوأ منه ، وتأثير ذلك علي دول المنطقة سواء من حيث الدور المستقبلي لهذا النظام الجديد أو من حيث مساحة الحرية التي ستتمتع بها إسرا*ئيل لتشكيل العصر الذهبي لدولتها خصماً وحتماً من رصيد باقي دول الإقليم .
الأمم المتحدة كباقي رفيقاتها من المنظمات الدولية والإقليمية لا تستطيع اتخاذ مواقف قوية أو حاسمه أو حتي شكلية وأدبية ضد العدوان علي دولة عضو فيها وذات سيادة.
وأكاد أري نعوش وجنازات معظم هذه المنظمات خاصة الدولية منها والتي أصبحت من مخلفات نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي يتلاشي الآن رويدا .
الحرب العالمية الثالثة التي بدأت بالفعل منذ بضعة سنوات تتأهب لدخول مرحلتها الثانية ، أخذاً في الاعتبار مصالح روسيا والصين وباقي الدول التي تدور معها في نفس الفلك وذات المصالح .
والتي وإن لم تستطع مساعدة إيران بالقدر الكافي حالياً لامتصاص الجموح والغضب الأمريكي الإسرا*ئيلي ، إلا أنها تتأهب لمسارات سياسية واقتصادية وأمنية وتكنولوجيه وعسكرية مغايرة للمسارات الحالية التي فقدت دورها الذي أنشئت من أجله ثم فقدت حياديتها وبالتالي مبررات وجودها من وجهة نظر عدد متنامي من الدول .
مصر تكافح للحفاظ علي مسار مستقل متوازن . ولكن ظروفها ووضعها في الإقليم وتراث ماضيها والتزاماتها تزيد من مهمتها صعوبة وتعقيداً .
العالم يسير بخطيً متسارعة نحو المجهول بفضل تهور وأطماع وحماقات قياداته الكبري.
وعلي مصر أن تواصل وتكثف من سعيها الحالي لصحبة دول تشاركها بشكل حقيقي ذات الاهتمام وذات المصير وذلك للخروج من هذه المِحَن والابتلاءات بأقل قدر من الخسائر.
فقد شاء قدرنا كدولة موقع ودور أن نتأثر وبشكل مباشر غالباً بكل ما يدور حولنا في الإقليم وفي العالم .
ويبقي الوعي والحذر ومشاركتنا كواطنين في تأمين جبهتنا الداخلية هو مفتاح النجاح لأية مبادرات أو خيارات تطرح وتُتَبني للتعامل مع تطورات المستقبل القريب .
حفظ الله بلادنا.