كتاب وشعراء

رقص السكاكر…..بقلم حنان عبد اللطيف

ليس بي رغبة العنقاء
للنهوض من جديد
فرماد احتراق الحلم
يفوق المستحيل
ولا شعور من اعتنق الزهد
فأبدع في فلسفة الأشياء
على مقام الراحلين إلى الحروب
ربما هو
رقص مجاني احتفاءً
بانتصار العدم على اصطياد الحقيقة
من ساحة العمى
اختناق شاحب الخُطا في زحمة اللا معنى
و غيبوبة جافة في منتصف الضجر
تشبه مرارة العودة من الضياع
بل ربما هو
صمم مطلق عن كل ما يخدش حياء الوجع
و انحسار الرؤية عن تصدّعات الوطن في زمن الإنكسار
كل ما حولي
تداعى وسقط
قائمة الوجبات السريعة للأعذار جاهزة
و كأني أمشي بأطراف اصطناعية
خلف مهرج الوقت
في صحراء ترتجف من البرد
أقف عند تقاطعات البوح والكتمان
أنسى زمني و الحنين
وكانني خرجت للتو من رحم المفاجأة
لا اعرفني لبرهة
ولا أعرف ذاكرة الطين التي اتيت منها
تمرّ امامي امرأة مسرعة إلى غدها
المزدحم بالمجهول دون ظلها
تنقع قناعها الوردي بمشروب الرجاء
تجازف بكل خشوع
تطلق من قلبها غزالاً
حيث السهام اكثر من الندى
و رجل طاعن في النسيان المر
يهذي ببعض الاحتمالات المبهمة
اقول في سري :
ما نفع الندم بعد فوات الآوان
يرّن هاتفي الجوّال
يذكرني من انا
أعض على انامل النكران بكل الوسامة
اضعه في جيب الإنتظار
واقول في سري ايضاً
لقد تجاوزنا حقبة الدلال
و دخلنا حقبة الامتعاض
أشتهي حياة تشبهني
تنام فيها القصيدة كاملة التكوين
على وسادة ليّنة تعج بالنعاس الفضي
ونهاية تشبه
المذاق اللذيذ لأفكار دافئة
بعد شتاء جاف زارنا عنوة
موعدي مع الفرح أتجاهله دون اكتراث
يجلس في المحطات الفارغة
وكأنه درويش يمارس طقوسه بكل التأني
بعد ان أفلس من غوغائية الجلساء
وحقائبي ممتلئة بطوابير النسيان
في زمن اللا صحوة
هامش :
________
_ تختبرنا الأيام فتسقط من داخلنا أشياء
و تسمو بداخلنا أشياء أخرى لا مشكلة في ذلك
ولكن احذر من البقاء بنفس المكان عندما ترى نفسك لا مكان لك هنا
انسحب و كفى
_ علّمتني الحياة
ألا أقتل حزني
بل سأروّضه
و أتركه يعدو امامي
يتجول يكتشف الأشياء
ثم يركض بسرعة الضوء
في المدن المنسية
لعلّه يصبح يوماً
ذاكرة وطن فَقد هويته
_ تلزمني خفة الفراشات في اللاوعي الجمعي
و كلمات خارج مدار الجاذبية الشعرية
كي نطير بمفردنا بعيداً في المدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى