فراج إسماعيل يكتب :سماء اسرائيل صارت تحت سيطرة الصواريخ الإيرانية

اشتراك الصاروخ فتاح من الجيل الأول في الرشقتين الصاروختين الأخيرتين أثبت أن سماء اسرائيل صارت تحت سيطرة الصواريخ الإيرانية، مقابل أن سماء إيران تحت سيطرة الطيران الإسرائيلي الأمريكي.
تأكيد الحرس الثوري لهذه السيطرة صحيح. النار المشتعلة في أجزاء كبيرة من تل أبيب وحيفا تؤكد أن أنظمة الدفاع الجوي شبه مشلولة وأنها تشبه الملاكم الذي يترنح في حلبة الملاكمة رغم الرقابة الصارمة على كل ما ينشر لدرجة أن الشاباك اعتقل عددا من المستوطنين لأنهم وثقوا الحرائق والخسائر بهواتفهم.
كانت المقاومة في غرة وجهازها الإعلامي بقيادة الملثم تعرف أن إسرائيل مغرمة بالجوبلزية، الدعاية الهتلرية في الحرب العالمية الثانية، وهي الكذب ثم الكذب، فكانت توثق معاركها وهجماتها أولاً بأول.
إيران تفتقد هذا الجانب، لكن لأن مساحة إسرائيل محدودة والصواريخ الفعالة تستهدفها بالليل فإن الجحيم الذي تخلفه من الصعب التعتيم عليه.
وقصف وتدمير الأماكن الاستراتيجية من الصعب تضليل الإعلام عنها، مثل قصف مديرية الاستخبارات في تل أبيب “أمان” التي أصابت الكتاب الصهاينة في تعليقاتهم بالهلع، فمن أين تصل معلومات دقيقة عن أهداف في غاية الخطورة، وكيف فشلت الغابة الدفاعية الجوية المحيطة بالمكان في المقاومة؟!
لماذا نشر الإعلام الصهيوني وصحف ومواقع أمريكية مثل فورين بوليسي أن إسرائيل أمامها 48 ساعة حاسمة بعد أن كانوا يرددون حتى صباح أمس أنه أسبوع؟!
إنه ضغط على ترامب للتدخل السريع خصوصا بعد شعورهم عقب خروج ترامب من اجتماع مجلس الأمن القومي أنه متردد إلى حد كبير، وأنه يخشى من شيء ما أُبلغ به في الكواليس، لدرجة أن حليفه الرئيس الفرنسي ماكرون صرح بأنه يبدو أن ترامب تراجع عن تفكيره.
المحيطون بترامب قدموا له رسالة مختصرة بأن نتنياهو يستغيث بالنار لإنقاذ نفسه لأن استمرار عمل الصواريخ الإيرانية بكفاءة معناها أن صمود إيران يعادل صمود فيتنام، والتدخل الأمريكي سينتهي بما آلت إليه ضرباتها العنيفة لفيتنام وتكتيكاتها المتقدمة من القصف الجوي إلى الغزو البري، وانتهت بالهزيمة وانتهاء فيتنام الجنوبية. والمعنى المقابل هنا يمكن تلخيصه في جملة “نتنياهو بستجير من الرمضاء بالنار”.
الأوضاع معقدة واغتيال قادة إيران لا يكتب نهايتها، ووضع نظام تراتبي لكل منصب يتكون من 11 بديلا بعني أن القيادة الإيرانية لا تقاتل من المخبأ، وتقاتل بطريقة المعارك الإسلامية القديمة، القائد يحمل الراية متقدما الصفوف، فإذا سقط انتقلت الراية إلى قائد جديد.