رؤي ومقالات

عبد الناصر سلامه يكتب :شوف بقى يا محترم

في حرب تحرير الكويت سنة 1990، الرئيس العراقي صدام حسين، الله يرحمه، أطلق ١٩ صاروخ سكود على تل أبيب، بعد كده وفي نهاية الحرب أمريكا حكمت بأن العراق يسدد من أموال النفط ١٩ مليار دولار تعويض لإسرائيل، يعني مليار عن كل صاروخ، على الرغم من ان الصواريخ دي لم تكن مدمرة بالشكل اللي بنشوفه دلوقتي، لأنها كانت بتشيل وزن خفيف من المتفجرات علشان تقدر توصل.
المهم تم سداد الفلوس دي من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء، لأن من خلال البرنامج ده، الأمم المتحدة، اللي هي أمريكا يعني، كانت بتبيع نفط العراق، وتقبض الفلوس، وتدفع منها تعويضات لكل خلق الله، ومنهم الكويت والسعودية وأمريكا طبعاً، وبعد كده تشتري بالباقي قمح وزيت وسكر لشعب العراق باعتبار ده عمل إنساني يعني. وعلى فكرة: إسرائيل عملت القبة الحديدية بالفلوس دي.
نفهم إيه بقى، نفهم ان أمريكا لا يمكن تدخل في موضوع تصرف عليه من جيبها، العكس صحيح، وهي انها لازم تكسب منه، وكان العراق في الوقت ده لما بيضرب صاروخ، تقوم القوات الأمريكية تطلق وراه بطارية من ٣٥ صاروخ، ثمن الواحد في الوقت ده مليون وربع، وفي اليوم نفسه تخصم مصاريفها دي من حسابات الكويت عندها، يعني لم تكن تطلب المقابل، لأن عندها الفلوس، ومصانع السلاح اشتغلت بأقصى طاقتها.
ويذكر انهم قدموا كشف حساب لأمير الكويت وقتها الشيخ جابر الصباح، الله يرحمه، وجد في الكشف إعادة إحلال وتجديد محطة كهرباء الكويت، الراجل قال لهم دي سليمة مش محتاجة، ردوا عليه قالو له:ها تنضرب النهاردة، يعني هما اللي كانوا بيضربوا عشان مقاولة التعمير بعد كده، خصوصاً إطفاء آبار النفط، اللي احتكرها ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي خلال الحرب، من خلال شركته في هذا المجال.
المهم اللي عايز أقوله لك، هو إن ترامب منذ رئاسته الأولى بيحاول مع دول الخليج عايز تكاليف الحرب على إيران، وتكاليف إعادة إعمار إسرائيل، وتكاليف شوية فلوس ها تحصل عليهم دول الجوار، اللي معتادة تقبض في الأزمات، علشان شوية تسهيلات ويعترضوا شوية صواريخ من إيران وما ينطقوش ولا يتدخلوا، ويسيطروا ع الشارع.
بمجرد ما عمل ترامب جولته الخليجية، وقبض المبلغ الفظيع، خمسة تريليون، فوراً لم ينتظر نتانياهو وبدأ القصف المتفق عليه مبكراً، وشفنا عملية الاغتيالات تمت ازاي، يعني الموضوع جاهز من بدري، كان مستني التعهد بالفلوس لا أكثر، دلوقتي أمريكا سحبت كل قواتها من المنطقة علشان إيران تضرب قواعد فاضية، ولا روسيا ولا الصين ولا حد ها يتدخل زي ما بنتوهم، لأن الناس دي بتتعامل مع بعض بمبدأ سيب وانا أسيب.
يعني إيه: يعني ها تفاحأ بإن الراجل الاهبل العميل بتاع أوكرانيا ده، إتباع لروسيا، وها نفاجأ بأن تايوان الهبلة ممكن تتباع للصين، وشفنا رئيس أركان باكستان راح لترامب بالأمر مجرد انهم صرحوا بالانحياز لإيران، وطبعاً اتهدد وطلع ميتين أمه، يعني ما فيش أي حد ها ينطق، وها ترجع إيران للعصر الحجري زي العراق بالظبط، ودي الجملة اللي قالها جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا سنة ١٩٩٠ لطارق عزيز نائب رئيس وزراء العراق في آخر لقاء قبل الحرب في جنيف، وأعتقد ها يسمعها اليوم الجمعة عباس عراقجي وزير خارجية إيران من نظرائه الأوروبيين في جنيف أيضاً.
على أي حال، كل اللي ها يحصل دا كوم، واللي إسرائيل ها تعمله في المنطقة بعد كده كوم تاني خالص، ها تبقى عيشة بلا كرامة، بلا شرف، بلا رجولة، بلا نخوة، ها تشوف عروبتك وقوميتك ووطنيتك ودينك وأهلك بينداسوا بالجزمة القديمة قدامك كل يوم، ولن تنطق، لأن اللي لازم تفهمه هو إن ما فيش أي رئيس دولة من كل الموجودين دول جه بالصدفة أبداً، أو ان شعبه هو اللي جابه، دول تم تربيتهم من وقت ما كانوا أطفال للمنصب ده ولليوم ده، آي والله زي ما بقول لك كده.. ويكفي انهم لا يستطيعون مواجهة طوابير الجواسيس والمرتزقة والعملاء لديهم، لأنهم جزء منهم، وبيشتغلوا لحساب المشروع، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى