رؤي ومقالات

مريم نعمي تكتب :ترامب ونتنياهو يقودان العالم إلى الهاوية

حاول نتنياهو وترامب خداع العالم من خلال تصريحاتهم المتناقضة في الفترة الأخيرة، فعمدوا إلى تضليل الشعوب عن موقفهم الحقيقي من خلال بثّ التصريحات الكاذبة، رغم أنّ أمريكا وإسرائيل كانتا على تنسيقٍ مباشرٍ منذ البداية، وحتى إن لم تتدخل أمريكا عسكريًا، لكنها كانت داعمًا مباشرًا من خلال تزويد إسرائيل بالمعدّات الحربية والدّعم اللّوجستي، وإسنادها في اعتراض الصواريخ الإيرانية التي فشلت كلّ المنظومات الدّفاعية الجوّية الإسرائيلية في اعتراضها.
إلّا أنّ العالم كان على يقين أنّ أمريكا سوف تدخل الحرب مباشرةً لإنقاذ طفلها المُدلّل نتنياهو .لم يكن يعلم الكيان الإسرائيلي عن القدرات الحقيقية الموجودة لدى إيران، فهو يُعاني الآن من نقصٍ في صواريخ الدّفاعات الجوّية، وإيران تلجأ الآن إلى حربٍ استنزافية مع العدوّ الإسرائيلي.
لقد تلقّى الكيان ضرباتٍ في الصّميم، ممّا دفعه إلى الاستنجاد بالبيت الأبيض. لقد نفّذ سلاح الجوّ الأمريكي بواسطة الطائرات B2 وF-16 وF-35 ضرباتٍ إلى المنشآت النووية فوردو ونطنز وأصفهان…
نتنياهو جرّ ترامب إلى الهاوية معه. وأشارت المصادر إلى أنّ المنشآت خالية من الموادّ المخصّبة، وحتى الأقمار الصناعية أظهرت أنّ المنشآت قد تضرّرت لكنها لم تتحطّم بالكامل، وأنّ الدّخان المتصاعد بعد الضربة يدلّ على أنّ هذه المنشآت فارغة، حتى إنه لم يتمّ تسجيل تسريب موادّ خطيرة من هذه المنشآت.
اعتقد البعض أنّ هذه الضربة نُفّذت من أجل حفظ ماء وجه العدوّ الصهيوني أمام الداخل الإسرائيلي وأمام الخارج. بعد الضربة مباشرةً، اختلفت تصريحات العدوّ، فقال إنه إذا طلب المرشد الأعلى وقف إطلاق النار ستتوقف إسرائيل حالًا.
اعتقد البعض أنه من الممكن الآن أن يجلس الطرفان على طاولة التفاوض وهما متعادلان، إلا أنه جاء الرّد العسكري المباشر من طهران من خلال تدمير حيفا وتلّ أبيب، وأنه لا يمكن الجلوس على طاولة التفاوض بعدما تلقّت إيران غدرًا من أمريكا أثناء فترة التفاوض.
لقد اشتدّت وتيرة القصف بين الطرفين، وكأنّنا في اليوم الأوّل من المعركة. صحيح أنّ عدد الصواريخ الإيرانية بات أقلّ كمّيًا، لكنها أصبحت أكثر نوعيّة، وتستطيع تضليل الدّفاعات الجوّية وتُصيب الأهداف بطريقة مدمّرة.
والحرس الثوري الإيراني يُلحِق الضرر اقتصاديًا وعسكريًا واجتماعيًا بالكيان المُغتصِب.
حركة النّزوح العكسية من إسرائيل إلى الخارج باتت أكثر برًّا وبحرًا وجوًّا، حتى إنّ الإعلام الإسرائيلي تناقل الآن أنه أصبح هناك 8000 عائلة في إسرائيل دون كهرباء.
وبعد دخول أمريكا الحرب، أعلنت القوّات اليمنية المسلّحة أنّ الاتفاقات بينها وبين أمريكا سقطت. وها هو ترامب يجد نفسه مجدّدًا أمام مأزقٍ أمام القدرات البحريّة اليمنية. وتشير التقديرات إلى أنّ إيران سوف تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز.
بعد ضرب المنشآت النووية، خرج نتنياهو بصورة المنتصر، وأنه حقّق أهداف حربه على إيران، وأعاد برنامجها النووي إلى الوراء.
لكن السّؤال: لماذا إلى الآن لم تتوقّف الحرب على إيران؟ ما زالت إيران إلى الآن قادرة على إطلاق الصواريخ من إيران إلى إسرائيل وإصابة الأهداف مباشرة.
إسرائيل بدأت هذه الحرب لكنها حقًا فقدت التّحكّم في نهايتها.
هل تُوجّه إيران ضرباتٍ عسكرية مباشرة إلى أمريكا عبر استهداف قواعدها العسكرية في الخليج؟ أم تبقى المعركة محصورة مع الإسرائيليين؟
الأمر الذي اعتقده المعنيّون أنه الخيار الأفضل من أجل إطالة مدّة الحرب واستنزاف إسرائيل أن تبقى أمريكا خارج هذه المعركة.
هل تُوجّه إسرائيل ضربة إلى إيران عبر حلفائها في الشرق الأوسط؟
تنجح إيران إلى الآن في إدارة هذه المعركة لصالحها.
هل تكتب إيران الشرق الأوسط الجديد لها ولحلفائها؟
نحن أمام أحداثٍ تاريخية.
نحن أمام تحقيق كلام سماحة السيّد حسن نصر الله: أنّ نتنياهو يقود بلاده إلى “الخراب الثالث”.
“لا تخافوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”
مما لا شكّ فيه أنّ إسرائيل تكتب نهاية جَبروتها بأيديها…

مريم نعمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى