فيس وتويتر

مأمون الشناوي يكتب :* توفيق عكاشة : من تزغيط البط إلى قراءة الفنجان !! *

رغم أني أعرفه شخصياً وأعرف حكايته ، منذ أن جاء إلى صديق لي لكيّ يساعده في مادة الإحصاء ، عندما كان في السنة الثانية في { معهد الخدمة الاجتماعية بكفر الشيخ } والذي ظلّ به سبع سنوات ، وكم عانى صديقي هذا في إفهامه المادة العلمية البسيطة ، حتى عزم على طرده لبطء استيعابه ، وقلة فهمه ، وانعدام تحصيله ، إلى أن صار صاحب قناة فضائية ، بفلوس السيدة العقيلة والدته ، الثرية ، وريثة الإقطاع ، وابنة الحسب والنسب ، وحاملاً لشهادة دكتوراه لا أساس لها ، ومشكوك في صحتها ومصدرها وموضوعها ، وانعكاسها على مستواه الثقافي والعقلي !! .
وكم تحملنا هرطقاته التي طالما أتحفنا بها عبر شاشة فضائيته الملاكي ، واعتبرناها نوعاً من المزاح والسخرية والتسلية ، كما لو كنا نتفرج علي صندوق العجب والحاوي ، وندخل السيرك في المولد ، لنشاهد الراقصة اللولبية ، والبلياتشو ، والساحر العجيب ، ونسخسخ علي روحنا من الضحك !!.
لكن يبدو ان الحدوتة قلبت بجد في ذهن الأخ توفيق ، فظن نفسه هنري كيسنجر أو جورج اورويل ، فراح يحلل الأحداث السياسية ، ولكن علي طريقة ليلي عبد اللطيف ، والشيخ زعبوط ، والشيخة فتكات ضاربة الودع وقارئة الفنجان والكف ، وجالبة الحبيب ، وعالمة مافي الجيب والغيب !!.
وراح يجزم ويؤكد علي وقوع أحداث وكوارث واغتيالات قادمة ، في ثقة يحسده عليها أرسطو وهيجل وسارتر !!.
وليست المشكلة عندي في هذا الهراء الذي يطلقه الأخ توفيق ، إذا اعتبرناه – كسابقاته – من قبيل التسلية والهجص !!.
ولكن المشكلة تكمن فيمَن يردد هذا العك ، ويأخذه مأخذ الجد واليقين ، ويتعامل معه علي أنه حقائق أتي بها بسلامته من اللوح المحفوظ مباشرة ، أو أنه ( مخاوي ) ، كما قال له زميله في الهيافة ، وهو يحاوره !!.
لايليق – ياسادة – بأمة تحترم نفسها ، وذات حضارة عريقة ، أن تترك الحبل علي الغارب ، لمثل تلك الترهات والسفاهات تسود وتنتشر ، وتعشش في أدمغة شبابنا ، ويصبح هذا العبث مَنهجاً للتفكير تُبني عليه الكثير من أمور حياتنا !!.
ولا يليق أن نرسخ للخرافة والتنجيم والدجل ، في مواجهة عدو رأيناه يعربد في بلادنا ، بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا ، ولا شئ آخر !!.
أوقفوا هذا الهجص فوراً ، رحمةً بعقول شبابنا ، يرحمكم الله !!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى