أقف على ساقٍ واحدة….بقلم أحمد سعيد

أقف على ساقٍ واحدة،
وأرى بعيني المفتوحة.
أحيا كنصفين
فأركض بساقى المرفوعة
وأرسم عالمًا مغايرًا بعيني المغمضة.
لماذا أراكِ بالعينين إذًا؟!
في حادثٍ ما
انقسمت
فتحقق الوعي المزودج
جزءٌ يسير في جنائن مخضرة
والآخر يسير وسط الحطام
أكون ملتزمًا
وماجنًا
ضاحكًا
وكئيبًا
وبين الوعي والوعي
أرفع راية الاستسلام
فأحبكِ على ضفاف النهر
وأغازلكِ أعلى قمة جبلٍ
وبين السماء والأرض تلدين
ولدًا وبنتًا
في المرآة
أشاهد أحداث الماضي بوضعٍ معكوسٍ
فيصبح التاريخ مستقبلًا
وتصبح التضاريس العالية
سطحًا مقعرًا
ماءٌ يصعد إلى أعلى
وآخر يهبط
كيف يتشكل الضدين في وقتٍ واحد؟!
في الليلة الماضية غفوت
فرأيتكِ تغزلين لي ثوبًا
وفي النهاية تنقضين الغزل
تبدأين الحكاية وتُنهينها
وأظل في مكاني
أجمع نصفيّ
علني أتوحد من جديدٍ
وينتهي الاضطراب.
أُنزل ساقي الأخرى
وأفتح عيني الثانية
وأهدم كل ما بنيت
فأرى صورتكِ مهزوزة
وبدلًا من رؤيتكِ واحدة
تتعددين
فيصبح وجودكِ مضاعفًا
وأصبح الرجل الذي انشطر نصفين
وعاد له وعيه كأن الأحداث لا تحدث.