كتاب وشعراء

النبوة كانت انثى/للشاعر المصري أحمد نصر الله

النبوة كانت أنثى

لم يكن حبًّا،
ما الذي يفعله الغريق
حيال قشّةٍ أخيرة
تلوّح من بعيد؟

لم يكن عطرها،
فكيف إذن تتصوّرن
حصان طروادة ؟

لم يكن خصرها،
هل مرّ ببالكم
جموحُ البحر،
وانفلاتُ الريح من عقالها؟

لم يكن وجهها،
بل دعواتُ الصالحين
حين يشتدّ البلاء.

لم يكن نهديها،
ما الذي تشعرون به
في أعياد التحرير
ولحظات التمرد المهولة؟

حتى صوتها لم يكن،
إلّا عربات الربيع
ترفرف في دورتي الدموية.

لم تكن – حسبما أعلم –
قصيدة،
فما ظنّكم إذا بالنبوة؟

لم تكن قبلة،
ما الذي يفعله الغيث
حين يعقد صُلحا
مع الأرض؟

لم يكن عناقا،
بل انقلابا على رتابة الممكن،
وسطحية المباح.

لم يكن عشقا،
بل آخر محاولة
لإخراج البشر
من التيه.

لم تكن مجرّد
امرأة،
هل تعرفون
سفينة نوح؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى