فيس وتويتر

محمد جمال عرفه يكتب :ما خطورة انقلاب الكنيسة في أرمينيا على الحكومة؟

يوم 27 يونيو وقعت حادثة خطيرة في أرمينيا ( احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة) لم يهتم بها كثيرا الإعلام العالمي رغم خطورتها
قوات الأمن الأرمينية قامت – لأول مرة في تاريخ البلاد- باقتحام مقر الكنيسة الأرثوزوكسية الرئيسية (إتشميادزين) وهو مقر إقامة (كاثوليكوس عموم الأرمن) واشتبكوا مع الكهنة والجمهور لأنهم حاولوا منعهم من القبض على اثنين من كبار قادة الكنيسة.
الحكومة اتهمت كبير أساقفة الكنيسة “باغرات غالستانيان، وأيضا “ميخائيل أدجاباهيان” من كبار تاكهنة بالقيام بمحاولة انقلاب ضد رئيس الوزراء وأنهم على اتصال بعسكريين وشرطة ومرتزقة للقيام بالانقلاب.
قوات الأمن قالت أن 15 من قيادة الكنيسة مرتبطون بحركة “الكفاح المقدس” المناهضة للحكومة والتي دبرت الانقلاب
رئيس الوزراء نيكول باشينيان، وصف انقلاب الكنيسة بأنه (مخطط خبيث من رجال دين مجرمين)
المشكلة أنه لم يسبق في تاريخ أرمينيا أن انحدر الخطاب السياسي والديني إلى مستوى تحدي رئيس الوزراء نيكول باشينيان، لقيادة الكنيسة، أن يكشف عورته أمامهم للتأكد من أنه ليس “مختونا”!
وذلك بعدما اتهمه الناطق باسم الكنيسة الأرمينية بأنه ليس مسيحيا حقيقيا، وأنه استبدل ختم الصليب بالختان، في إشارة ضمنية إلى أنه ليس مسيحيا حقيقيا، وربما “مسلم” أو “يهوذا”، كما وصفوه.
والأغرب أن رئيس الوزراء رد باتهام رئيس الكنيسة بأنه مخادع ويخالف تعاليم كهنوت الكنيسة بشأن العذرية وعدم الزواج واتهمه بأنه لديه طفل.
المشكلة أيضا أنه لم يسبق أن اقتحمت قوات الأمن، في هذا البلد الذي كان جزءا من الحملات الصليبية، قط حرم الكنيسة الأرمينية الأرثوزوكسية التي تُعد جوهر الهوية المسيحية هناك، وتعادل الفاتيكان في أرمينيا لتعتقل قادة الكنيسة.
المشكلة الآن أن هناك صراع سياسي ديني بين الحكومة وبين الكنيسة التاريخية وسبب كل هذا الصراع هو هزيمة أذربيجان (المسلمة) لأرمينيا (المسيحية) والمتمردين التابعين في إقليم (ناغورنو قره باغ) واستعادته بعد احتلاله واتهام الكنيسة للحكومة بالتخاذل والفشل أمام أذربيجان.
ملحوظة: خلال الحروب الصليبية لعبت أرمينيا دورًا مهمًا كموقع استراتيجي وحليف للصليبيين، وكانت مملكتها الصغرى (قيليقية) حليفة قوية للصليبيين، وقدمت لهم الدعم اللوجستي والعسكري لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى