هلوسة محمومة / للشاعرة السورية القديرة سرية العثمان

#هَلوسة_مَحمومة
سَنصيرُ ذات يومٍ
صورة على جدار
في حكايةٍ عابرة
و نَنْسى ذات حين
نحنُ.. هناك بعيداً بعيدا
َ تَلُفّنا سَكينة عميقة
حيثُ الموت ؟!
قبل البهجة بقصيدتين
تمنيت أن لو أُنصفتُ بنصف حُلم لبدايات صارخة
فأنا..
امرأة يخدشها حياء اللحظة
في صدمة بَكّاءة
تُفقدها صوابها وتُعكرُ مزاجها
تنزُّ رغبة الصهيل
من تحت إبِطِ الخيبة
لا يستثيرها هُلام رَغبةٍ
بعيدةعن الشِعر ومجد الليل
وحدها كانت تمشي حافية
في نهارات موبوءة
بالحسرةِ والأسى
وملح السؤال
يَسيل في سَراب الوقت
الكتابة..
وشاية تقتل الوحدة الآثمة
هي كِذبة أخرى تُلهيها
عن قداسة النحيب
ممتزج بنكهة دُخانٍ
وعطر جاذبية أخرى
تعرفُ أن الكتابة..
لهو الضمير في جمجمة الضَياع
بالكاد تُنسيها لثغة العويل المستراب
وفِطنة تصطلي بذؤابةِ آخر البريق
تتبتل بنصوص مَلكية
موجوعة بالأسى
ممسوسة بشيطان الأخيلة
كنتُ أحسدني عليها
أصهل بنشوة أولِ البكور
وحفنةٍ من خطايا
بإصبعين من نارٍ وبركان
أشهقُ عند صباحات طائشة مُهتاجة
كسادنٍ يراودُ طمث الأرض الجائعة
تمحو ذاكرة الأمس بمفازة الرؤى
تكتب..
لترى الشمس بعينين ضارعتين في اخضرار التأمل
وبكاء الأحجية
تتهجّى بياضها الزبدي بلغة مخنوقة
صرح امرأة تلوكُ الضجر
ترسم تلاوينها برمزيةٍ ساخنة
لتقول: ها أنا ذي
نبعٌ جفَّ إلاّ من حَصى القدر
لا تغرب عن سماء النثر
خاشعة على جفن العراء
المرايا فكرة الهاوية
والغرور قبر مفتوح
تشقّقت شَفتي الضمير
فصارت صفراء قاحلة
على حوافِ المواسم ترمي ندوبها بازدراء وكبرياء
تتلمّضُ الخذلان
حتى أضحى الرواء شرود الروح على طرفٍ فادح الإغواء
صَدأت الفِطرة وتَثاءب الوقار
شيْبة المحو بخضوعٍ لمرار تعدّى لزوجة العدم
وصارت الريح تتأبّطُ أنين الملح
هكذا رأينُني في نصيَ الأخير موسومة بمضغة الحُلُم؟!
الذي تيبّسَ عند حَناجر البوح
على اطراف جُذوةِ النزف وهوانِ الأيام.
سرية العثمان ٢٠٢٥/٧/٣