فيس وتويتر

أحمد مراد الجمل يكتب :”صراخ” على الطريقة الترامبية

“الإتفاق نهائي”… “آمل ان تقبل حماس”… “الوضع لن يتحسن”… “السلام الآن”!!…
كل هذا “صراخ” على طريقة الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب المعتادة، وكأنه عاد لحملته الانتخابية.
كثيراً ما كان كذلك، يزعم أن الحقيقة هي ما يريدها أن تكون، وأن الشعب يوافقه الرأي.
بالنسبة إلى ترامب ، كل شيء شخصي، ولا مكان للهدوء والرصانة.
غضبه واضح، وانفعالاته حقيقية، وهذا دليل على عجز شخصيته عن تقبل الحقائق المزعجة.
إنه رجل طفولي وخطر في آن… كلنا نعرف ذلك، لكنه يذكرنا به مرة أخرى.
إنه من أولئك الأشخاص الذين يفضلون صناعة عالم وفق ما يشتهون بدلاً من قبول الواقع.
وكما في ادعائه الكاذب – الذي عاد للظهور – بأنه فاز في انتخابات 2020، أو بأن الدول الأجنبية تدفع الرسوم الجمركية، فإن رفضه الواقع يلحق ضرراً بالغاً بنسيج الحياة الامريكية، لا سيما لأنه صنع طائفة من الأتباع المستعدين لتقديس كل كلمة يقولها.
بالنسبة إليهم، العالم هو ما يريده ترامب أن يكون.
لا مكان للمنطق السليم في مثل هذه الظروف، ولا في هذه الإدارة بالطبع.
إن شككتم بترامب ، كما فعلت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد من غير قصد، فستوبخون أو تطردون…(صرحت غابارد أمام الكونغرس أن إيران ليست قريبة من صنع قنبلة نووية، فما كان من الرئيس إلا أن وبخها علناً).
ترامب شخص متقلب ومغرور إلى درجة أنه لا يستطيع تقبل انتصاراته كما هي، فيسعى دائماً إلى تضخيمها وتقديمها بطلاء زائف من الذهب – كما فعل فعلياً في المكتب البيضاوي – ويطلق مبالغات يستحيل أن تصدق في عالم الواقع.
يريد كل شيء مثالياً، مطلقاً، 100 في المئة، ومن يعارضه أو يشكك فيه يصنفه عدواً وخائناً.
إنه يفتقر إلى الثقة بنفسه، وتلاحقه أشباح خصومه: الزوجان كلينتون، باراك أوباما – الذي حاز جائزة نوبل للسلام التي كثيراً ما حلم بها – وجو بايدن، الذي هزمه فعلياً في انتخابات 2020.
يفضل العيش في أوهام متقنة، ويتباهى بالتودد الزائف الذي يحصل عليه من مجموعته الخاصة ، ويعتبره حباً واحتراماً حقيقيين.
وما زال أمامنا نحو أربعة أعوام من هذا المشهد المجنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى