كتاب وشعراء

كأنني أعتذر عن وجودي…..بقلم زكريا شيخ أحمد

كأنني أعتذر عن وجودي
أستيقظُ…
كما يستيقظُ جدارٌ بلا نافذة.
لا أحد يقرع بابي و لا ظلٌّ يسأل عني.
أمشي في البيت كأنني أخاف أن أوقظ الغياب…
أرتبُ الغرفة التي لا يدخلها أحد
و أجلس على الكرسي الوحيد
الذي لم يخذلني.
أقول: صباح الخير.
ثم أعتذر كأنني قلتُ شيئاً يخصُّ الحياة.
كنتُ أفضّل أن أموت قبلهم
ليس لأنني أريد الهرب
بل لأنهم بعد موتي
سيضطرون للنظر في عينيّ
حين يُعرض وجهي على شاشة الذكرى.
سيتظاهرون بالبكاء
و سأكون هناك
أراقبُ من تحت التراب
كيف يصبح موتي
أجمل ما عرفتْه حياتي.
أكتب الآن كي لا أصرخ
و كي لا أنهار في رسالة صوتية.
أكتب لأنني لا أجيد المواجهة
لكنني أحترف الانهيار المؤجل.
أحياناً…
أشعر أنني مجرد حاشية
في كتابٍ لم يُكتَب بعد.
حين أرحل…
لا تضعوا صورتي على الجدار
فالجدران لا تعرف الندم .
ضعوها في درجٍ تفتحه أمي صدفةً
حين تبحث عن الإبرة.
هذا ليس شعراً و لا رسالة.
هذه فقط طريقةٌ هادئة
لأقول:
لقد مررتُ من هنا
دون أن أُزعج أحداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى