كتاب وشعراء

حين أردت أن أنهض…..بقلم زكريا شيخ أحمد

1
استيقظتُ على نفسي
كما تُوقظ يدٌ ناعمة جثةً خفيفة.
كنتُ أخفّ من أن أُحمل
و أثقل من أن أُترك
2
قالوا: انهض.
قلتُ: لا أعرف كيف تقف أرجلٌ لم تعد تؤمن بالأرض
3
فكرتُ فيكِ…
ثم سقطتُ أكثر
4
أصغي لقلبي
ليس لأنه حكيم
بل لأن الجميع صمتوا
و بقي هو يُكرر الذكرى
كجرس مشروخ
في كنيسةٍ مهجورة
5
النافذة مفتوحة
و لا ريح…
هذا أسوأ من العاصفة
6
حين أردتُ أن أنهض
تذكرتُ أنني تركتُ كل قوتي
في مكانٍ لم أسجّله على الخريطة
7
الضوء لا يعنيني
ما دام لا يدخل إلى عيني
و الغفران لا يعنيني
ما دام لا ينسى عني شيئاً
8
أكتب… لا لأشفى.
بل كي لا أموت و أنا صامت.
أكتب لأنني لا أملك طريقةً أخرى
لأقول: “ساعدوني”
دون أن أبدو ضعيفاً
9
و أنا أكتب
أشعر أنني لا أنقذ نفسي
بل أُبعدها أكثر
10
حين قلت إنني بخير
كنتُ أعني أنني لن أصرخ
11
الآن…
أجمعني كما يجمع الجندي أطرافه
بعد انفجارٍ لم يكن له فيه يد
12
سأقف…
ربما لا بثقة…
ربما لا الآن…
لكن سأقف
و أقول للريح
لستِ كل ما عندي من خسارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى