فيس وتويتر

جيهان الغرباوي تكتب :كيف احترق سنترال رمسيس ؟

أولا :
للمصريين من سكان المحافظات والاقاليم وكل من لايعرف مكانه بالتحديد من وسط القاهرة
سنترال رمسيس يقع على بعد محطة مترو واحدة من ميدان رمسيس اكبر واشهر واذحم ميادين مصر
ويقع على بعد امتار معدودة من مجمع المحاكم الذى سبق ان احترق وتفحم هو والشهر العقارى عقب
احداث ٢٥ يناير ٢٠١١ ؛ واحترقت معه محتوياته من اجهزة ومن اوراق وملفات القضايا و العقود والوثائق قانونية أوالاحراز وحتى الان لم يتم اصلاحه وترميمه بشكل كامل ولم يعد لما كان عليه قبل احتراقه !!
ثانيا :
يقع سنترال رمسيس على بعد امتار قليلة من شارع الصحافة ومؤسسة اخبار اليوم و مؤسسة الاهرام العريقة في شارع الجلاء ( مقر عملى اليومى من قبل ٢٥ سنة حتى اليوم )
وهى منطقة قد تغيرت في السنوات الاخيرة بشكل مريع وصارت محتلة علنا من البلطجية والمسجلين خطر واصحاب السوابق ؛ وتستطيع الان ان تصفها بضمير مرتاح انها حاليا من اقذر شوارع مصر واكثرها عشوائية وتلوثا وانحطاطا حضاريا بفضل باعة الملابس البالة المستعملة المهلهلة ؛ وبسبب الباعة الجائلين بمشنات السمك واقفاص الفاكهة والسريحة بعربات الامواس والفلايات ومروجى المخدرات والحرامية الذين يببعون علنا على الرصيف الملاصق لسنترال رمسيس ادوات المائدة المسروقة من الفنادق والمطاعم وعليها اسم وشعار المكان المسروق ( عادى جدا ) ؛ وعلى نفس الرصيف الملاصق لسنترال رمسيس ( عصابة ) ستات تجلس يوميا بالبيض والمش والبتنجان المقور وادوات المطبخ المسروقة وكل ما يخطر لك على بال جائز ..
وطالما كتب الصحفيون وصوروا واستجاروا بالشرطة والداخلية والمحافظة والحى والمرور والمرافق … وطالما اشتبكوا وتعرضوا بأنفسهم للحوادث .. لكن بقى الحال على ماهو عليه و( اخوك عند ابوك ) و هى دى مصر يا عبلة !
ثالثا :
الشاهد من الكلام ان سنترال رمسيس يقع في منطقة عشوائية وقذرة و يسهل جدا مراقبته واختراقه والاشتراك في تخريبه او احراقه من اى مدخل في هذا الشارع الخطر !
ورغم عدم بعده عن مربع ماسبيرو ومبنى التليفزيون ومبنى الخارجية وميدان رمسيس وهو اقرب ما يكون يكون لجريدة الاهرام ( اكبر واقدم جورنال يومى في منطقة الشرق الاوسط الذى يتردد عليه صفوة الشخصيات العامة ورفيعة المستوى مصريين ومسؤلين وعرب واجانب ) و يقع سنترال رمسيس ايضا اقرب ما يكون لمسرح جلال الشرقاوى ومعهد الموسيقى العربية ؛ ومع كل ذلك يكشف حريق الامس الذى تجدد في سنترال رمسيس حوالى ٧ مرات على التوالى ؛ ان هذا الموقع الجغرافى الحساس بالكامل لم يكفل له اى حماية او تأمين ؛ ولا حتى طلع له اى حصانة معنوية ؛ تقديرا لاهميته الشديدة وتأثيره في مصالح الناس والدولة ومصير الاتصالات والمواصلات والطيران والشمول المالى و التعامل البنكى والامن والدخل القومى !
أخيرا :
عن تجربة عمل يومى ( ربع قرن ) في شارع الجلاء _ امام سنترال رمسيس العريق ؛ استطيع ان اقول انه شارع يسهل جدا استهدافه ؛ و الاجهاز عليه وعلى من فيه ؛ بمساعدة اى بلطجى او عربجى او سائق توك توك شمال ؛ او سريح مبرشم ؛ او من اى صايع او سايس عربيات سوابق ؛ وهم فيه عشرات ومئات وعصابات منظمة ؛ و قد صاروا هم فعليا اصحاب الشارع واصحاب الكلمة العليا في تلك المنطقة الحيوية من وسط البلد ؛ بقانون الاستقواء وبفعل التهديد والتثبيت ؛ والحماية واللى عندك يا صحفى منك له روح إعمله !! ( اللى دافع بالجنيه احسن من اللى معاه كارنيه )
.. هؤلاء هم من يحيطون بنا و بالسنترال يوميا منذ سنوات
مافيا شارع الجلاء _ رمسيس
وتحالف اصحاب المصلحة واصحاب الايد الطايلة في وسط البلد
ربنا يستر علينا وعلى ما هو قادم في الايام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى