كتاب وشعراء

حلم يرفرف لبغداد ……. بقلم صلاح بن راشد الغريبي // سلطنة عمان

حلم يرفرف لبغداد
تـقـلّبتُ فــي جـمر اشـتياقِيَ مُـولَعا
وقـلـبي بـصبرٍ لـيس يـسلو ولـو دعـا
كــأنّـي بـــلا عـيـنـيك أفـقـد وجـهـتي
فـلـسـت أرى دربـــا ولا قــطّ مـربـعا
فــيـا لـــه لــيـلٌ قـــد تــوقّـد جـمـرُهُ
وإن كـــان خـــزّاً بـالـنـجومِ مُـرصّـعـا
جــمـالٌ سـبـانـي مــن بــلادٍ حـبـيبةٍ
عـلى الـقلب فـيها كـلّ حُـسنٍ تربّعا
فـدجـلـة فـيـهـا والــفـرات قـصـيـدةٌ
وصوت الأغاني طاب معنىً ومسمعا
لـبـغداد تـسـري مــن فــؤادِيَ أنـهـرٌ
بـها الـدفء مـن حـبّي تـسوّر أضـلعا
أحـــــسُّ وربّـــــيْ أنّ قــلــبِـيَ طــائــرٌ
يُـرفـرف عـشـقا لـلحبيبة قـد سـعى
يــغــرّد فـــي الآفـــاقِ لــحـنَ مـتـيّـمٍ
شــذاهُ الـهـوى مـن طـيبِها فـتضوّعا
فــمـا لـــي بـلـيـلٍ لا تــقـرّ جـوانـحي
ومــا لــي أرانــي الـنـوم عـنّـي تـمنّعا
أحـــدّث نـجـما فــي سـمـاء بـعـيدةٍ
يقول: “فمن عهد الصبابة ما رعا؟!”
كــلانـا نـديـمـي عـــن يـقـينٍ وفــاؤهُ
ولـكـنّ نــأي الأرض والـوقـت قـطّعا
ســأغـمـض عــيـنـي راغــبـا مـتـمـنّيا
لـــعــلّ بــأحــلامـي تـــــزورُ لأهـجعـا
تــضـمُّ رؤى الأحـــلام كــفـي بـكـفها
نـنـام ونـسـقى كــأس عـشـق مـنوّعا
هـواها عـلى صـدري كـنهرٍ جـرى به
فـأحـيـا يـبـاس الــروح حـبـا وأتـرعـا
أحـاسيسُ مـن فيض الحبيبة ترتوي
ووجــدٌ بـمـاء الـشـوق مـنّـي تـرعرعا
سـرى فـي دفـيءٍ لانَ مـنها لخافقي
جـرى سـلسبيلا فـي الـفؤاد فـأمرعا
ومـا زلـت عـن يـمنايَ ألـثم مـبسما
وأرشــــف مــنــه؛ لا يــضِــنُّ لأقـنـعـا
يــزيـد عــطـاءً مــثـل عـيـنٍ نـضـوحةٍ
تـسبّح مـن أهـدى الـجمال وأبـدعا
تــحــلّـق أحـــــلامٌ ويــبـعـدُ ســربـهـا
وحـلمي بـمن أهـوى يُـرفرِفُ مُقلِعا
فـلـيت الـمـنام الـحـلوَ عُـمـرِيَ كـلّـهُ
إذا كــــان يـبـقـيـنا ويـجـمـعـنا مــعـا
صلاح بن راشد الغريـبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى