كتاب وشعراء

صباحُ الخير…..بقلم محب خيري الجمال

صباحُ الخير،
أعني
أيُّ نوعٍ من الخيرِ يصحو بلا أصابعك؟
ها أنا
أُعدّ ظلكِ كوبًا بعد الآخر،
وأُقلّب الشايَ بمسمارٍ صدئٍ من نومي،
أنفخُ على المقعدِ المقابلِ كي لا يبرد أكثر.
غيابُكِ
يمتدُّ كطريقٍ خَرِبٍ في صدري،
أعبره كل ليلة
بأقدامٍ مكسورة
وأغانٍ لم تكتمل.
صباحُكِ لم يأتِ
لكن النافذة ما زالت تفتّشُ عنكِ،
والمرآةُ
تحاولُ أن تعيد وجهي إلى حجمه قبلك.
كل الأشياء
تخلّت عن أسمائها منذ تركتِها معلّقة،
الوسادةُ
تتظاهر بالنعاس،
والساعةُ
تُجرّ جرًّا نحو التاسعة
كأن الوقت نفسه
يرفضُ أن يكمل دون عينيكِ.
هل تسمعين؟
هذا ليس قلبي
هذا خزانُ المياهِ يفيضُ بكِ،
وهذا الجدارُ
ينزُّ من مسامه صوتكِ حين تشهقين.
عودي،
أو لا تعودي
لكن أرسلي شيئًا يخطئني،
رسالةً،
أو حتى خيبةً لها هيئة إصبعكِ الأخير.
صباحُ الخير…
أقولها
كي لا أنسى اللغة التي كنا نختلقها معًا،
لغةً
من ضلعٍ واحدٍ
وندمٍ طازج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى