امرأة من سفرٍ واحد ……بقلم ريما حمزه

أيُّها المتروكُ في بَلاهةِ الوَقتِ
تَغزو بَقاياكَ أَشلاءَ الضَّوءِ
هَلْ مَرَّتْ في تِيهِكَ
أُنثى إِذا قالَتْ أَنا
اِهْتَزَّتْ فيكَ قَبائلُ التَّاريخِ
ولمْ تَجِدْ وَطَناً إِلّا كَفَّها
وَجهُكَ ذَريعةٌ قَديمةٌ
لِتَضْمَنَ ظِلَّكَ في المَحطّاتِ
مِثلَ وَردةٍ مَطعونةٍ
بِالذُّبولِ
لا يَمُرُّ عَلَيها صَباحٌ
ولا تَتَذَكَّرُها البَصماتُ
أيُّها الحَطَبُ المُملُّ في المَوقِدِ المَهجورِ
ما أَنتَ إِلّا
مَزادٌ مِنَ الأَقنِعَةِ يَبحَثُ عَن وَجهٍ
خُذْ حَظَّكَ مِنَ الغُبارِ
هَلْ تَحسِبُ الأُنثى وَرَقَةً تَنتَقِلُ بَينَ أَغلِفَتِكَ
فَأَنا لَستُ الأُختَ الأَصغَرَ لِحُروفِكَ المُبتَذَلَةِ
لَستُ الفاصِلَةَ الَّتي تَنتَظِرُ جُملَتَكَ القادِمَةَ
أَنا الكَلِمَةُ الَّتي لَم تُكتَبْ بَعدُ
أَنا الَّتي لا تَختَنِقُ بِالضَّمائرِ المُتَناثِرَةِ
لا تَلُمُّني الأَغاني
ولا يُدرِكُ دَربي صَهِيلُ الخُطُواتِ
لَستُ خِياراً في قائِمَةٍ
ولا جِسراً بَينَ مَحَطَّتَينِ
في قَلبي سَفَرٌ
لِشِراعٍ واحِدٍ
وفي كِبريائي
هاوِيَةٌ تَسقُطُ فيها جَميعُ الظُّنونِ الزّاحِفَةِ مِن أَعيُنِ التَّعَدُّدِ
أيُّها العابِرُ بَينَ الأُنثى وَالأُنثى
كَمنْ يَـمضُغُ الوَقتَ لِيَهرُبَ مِنَ الوَقتِ
ثَمِلٌ أَنتَ حَتّى خِزيِكَ في السَّرابِ
أَنا لا أُعيدُ نَفسي كَي تُعيدَ اكتِشافَكَ
ولا أَتَكاثَرُ فيكَ كَظِلٍّ عَلَى الحائِطِ
أَنا امرأَةُ اليَقينِ
واختِبارُ القُلوبِ الَّتي لا تَعرِفُ المَجازَ
قُلْ لي كَمِ امرأَةٍ مَرَّتْ مِن صَوتِكَ
أَقُلْ لَكَ كَم مَرَّةً خُنتَ نَفسَكَ
فَالتَّعدُّدُ إِفلاسٌ في الحَنينِ
وأَنا لا أَقبَلُ القِسمَةَ
أَنا أُنثى تُشبِهُ فِكرَةً لا تَتَكَرَّرُ
كَالأُولى
كَالمُستَحيلِ
ولأنَّني أَعرِفُ وَزني
أَرفُضُ أَنْ أَكونَ ما يَتَبَقّى بَعدَ القِسمَةِ
أَرفُضُ أَنْ أَكونَ جَمعاً مَكسوراً
في قَصيدَةٍ بلا تَوقيعٍ
اِمضِ في التِّيهِ كَما تَشاءُ
لَكِنْ لا تَكتُبْ اسمي على جِدارٍ تَقاسَمتَهُ مع الغُرَباءِ
أَنا امرأَةٌ لا تَنامُ على الحافَّةِ
ولا تَستَيقِظُ على نِصفِ حُبٍّ
أَنا الَّتي لا تَليقُ بِها التَّعدُّديَّةُ
ولا يُغنيها الجَمعُ
كُلُّ المَرايا لَم تَبلُغْ سِنَّ كُحلِي
أَدرَكها العَمى
فقالَتْ لِلمُستَحيلِ شُكراً
واستَراحَتْ
في الصَّدى