البطيخ والناس …..بقلم أنس دنقل

مثل شعبي مصري: الرخا عمار البلاد..
يحكي والله اعلم:
سبعينات القرن الماضي.. الشيخ عبدالحميد كشك في خطبه المنبرية تطاول علي الرئيس السادات والسيدة قرينته..تقرر استبعاده عن الخطابه..
الجمعة التالية: تجمهر المصلين حول منزل مولانا ومسجد دير الملاك احتجاجا علي القرار والمطالبة برجوعه للخطابة بالقوة..
صدر امر بالقبض علي الشيخ..مامور القسم يتعذر عليه التنفيذ لكثرة المتجمهرين !!
وزير الداخلية النبوي اسماعيل يذهب للرئيس باستراحة القناطر لاستئذانه في نزول قوات الامن المركزي لفض الاعتصام بالقوة والقبض علي مولانا !!
يتصادف وجود المهندس سيد مرعي رئيس مجلس الشعب وصهر الرئيس (سياسي قديم محنك منذ العصر الملكي)..يطلب من وزير الداخلية امهاله ساعة واحدة وسيفض الاعتصام بنفسه !!
سيد بيه يتصل بوزيري الزراعة والتموين لسرعة ارسال سيارتين محملتين بانابيب بوتجاز وسيارة محملة ببطيخ شيليان فاخر مدعم الي موقع الاعتصام..
يسارع المواطنيين بالجري لاحضار الانابيب الفارغة من مساكنهم لاستبادلها..يتسابق الاخرون لشراء البطيخ المدعم..يتركوا الشيخ يواجه مصيره وحيدا..
سيارة شرطة صغيرة ربع نقل..ضابط واربعة مخبرين بالكراسي الخلفية يقتادوا مولانا للسجن في صمت وهدوء ..
بعدها : الطيبين واولادهم الاطهار غارقين في التهام شرائح البطيخ اللذيذ..البعض يبدل انابيب البوتجاز..يغير الجلدة المتاكلة..يحمدوا الله جميعا علي مارزقهم من نعمة وفضل كثير !!