مدحت الزاهد يكتب :هوامش على حريق سنترال رمسيس

طاف بذهنى شريط من الذكريات مع حادث. احتراق سنترال رمسيس وما آثاره من جدل حول استخدامه لتفكيك سيطرة الدولة والشركة المصرية للاتصالات على الشبكة الفقرية ومحاولات جهات اجنبية السيطرة أو المشاركة فى ادارة الشبكة .. وطبعا كانت هناك تفسيرات أخرى فى علاقتها بقانون الإيجارات والاستحواذ الخليجى على نص البلد مرتبطة باحاديث أخرى عن الإهمال والتسيب والفساد . ولا أريد أن أتدخل فى هذه المناقشة فى هذا البوست لترجيح تفسير ففى كل الاحوال فان جميع هذه التفسيرات كارثية وقد بجمعها خيط واحد يتعلق بهدر الموارد وتجريف عناصر القوة
وليس القصد اذن استبعاد تفسيرات معينة أو تبرير اى قصور فى ادارة شبكة الاتصالات وتطويرها ودمقرطة وشفافية العمل فيها فنحن نعارض الاستحواذ والمشاركة الأجنبية فى ادارة مرافق حيوية كالكهرباء والمياه والاتصالات وغيرها لمنع اختراق أطراف أجنبية لمرافقنا وتوظيفها لحسابهم تحقيقا لاغراض استثمارية احتكارية او استخباراتية تجسسيية مع أهمية الانتباه لتقويم اى فشل خكومى فى إدارتها بنفس توجهات الربحية والتسليع
وفى حالة شبكة الاتصالات ندافع عن سيطرة الدولة دون أن نقبل بالضرورة
سياسات التسعير وجودة الخدمات .
. وبعد هذه المقدمة التى طالت تجدر
الإشارة إلى انه لم تكن لى صلة بمجال الاتصالات ومحاولات الاختراق الأجنبي الا عندما تفجرت حادثة السفينة اكيلى لورو الإيطالية وقيام مجموعة فلسطينية بقيادة ابو العباس باختطاف السفينة والتوجه بها الى المياه الإقليمية والموانئ المصرية . وكانت الحكومة المصرية قد أنكرت وجود ابو العباس على أراضيها بينما جن جنون الإدارة الأمريكية وطالبت بتسليم المتهمين اليها ووصف مسئولون كبار فى الادارة الأمريكية مبارك بالكذب .. ووفقا لروايات متداولة اقترح ابو غزالة تسليم المتهمين للإدارة الأمريكية التى ذهب احد مواطنيها ضحية لعملية الاختطاف ورفض مبارك هذا التوجه وأمر بتسليم ابو العباس والمجموعة لابو عمار والقيلدة الفلسطنية التى انتقلت بعد حصار بيروت الى حمام الشط فى تونس. وهى اى السلطة الفلسطنية من تتولى التحقيق معهم..
وجرت فى سرية كاملة عملية الأعداد لتهريب ابو العباس فى طائرة مصرية ورغم طقوس السرية المشددة فقد تم اعتراض الطائرة المصرية فى الجو وطلب قائد الطائرة الأمريكية من الكابتن المصرى تغيير مساره والهبوط فى قاعدة أمريكية فى إيطاليا اظن ان اسمها سنجويلا ولما سأله الكابتن المصرى بأى قانون تصدر لى الاوامر اجابه الطيار الامريكى بقوله ( بقانونى انا) وما لفت النظر وقتها هو كيف تسرب للإدارة الأمريكية توقيت ومسار ووجهة الطائرة المصرية وحقيقة وجود ايو العباس فى مصر على عكس ما ادعى مبارك والمسؤلون المصريون .. وكانت لدى معلومات عن تقدم مهندسون مصريون بمذكرة إلى سليمان متولى وزير النقل والاتصالات وقتها اعربوا فيها عن شكهم فى اختراق امريكى لشبكة الاتصالات أدى إلى التنصت على مكالمات الرئاسة وكانت هناك شكوك قبلها فى أنشطة لشركات أمريكية تعمل فى مجال الاتصالات مثل رلاينز للمشاركة فى السيطرة على الشبكة بذريعة سرعة الكشف على الأعطال والتى لا يمكن ممارسة دورها الا بتمكينها من الدخول على الشبكة وكل المستخدمين وما أثير أيضا وقتها حول ما سمى بمشروع النوك .
وكان خبر التنصت على مكالمات الرئيس هو خبر المانشيت فى الاهالى وأثار وقتها ضجة كبيرة وبالطبع اهتماما أمنيا واسعا وكذبه المهندس سليمان متولى وزير النقل وكانت اجابتى على أسئلة الامن عن المصدر هو التكتم على الأسماء والاشارة إن هناك تحذيرات من كبار مهندسى الاتصالات من اختراق امريكى محتمل وهى شكوك حملتها مذكرة على مكتب الوزير .
وفى ختام شريط الذكريات فإن هناك قراءات اوجزها فى نقاط سريعة
– نعم بالطبع فإن هناك دوما محاولات لتفكيك سيطرة الدولة على مرافق حيوية
–
غير أن الدفاع عن سيطرة الدولة على- مجالات حيوية لا ينبغى ان يستخدم كذريعة لتبرير اى فشل فى سياسات التسعير والجودة والسلامة المهنية والاجراءات الاحترازية أو تجاهل استخدام هذه السيطرة خارج نطاق القانون فى التنصت على المواطنين وترويعهم وتشديد القبضة الامنية …
و بأختصار فإن سيطرة الدولة على مرافق حيوية ينبغى أن يقترن برقابة الذين يتلقون الخدمة ومشاركة المستهلكين فى التسعير وتحديد مواصفات الجودة وتامين حقوق العاملين بما ذلك حرية التظيم النقابى ومشاركة المواطنين عموما والمجتمع من خلال هيئات تمثيلية منتخبة فى انتخابات حرة نزيهة وبدون رقابة المجتمع تنحرف هذه المؤسسات عن دورها.
واخر هذه الخواطر أن نكون على حذر من ترديد روايات وأقوال صهيونية كالادعاء الصهيونى بأن مبارك كان كنزا استراتيجيا لاسرائيل وهو يدخل فى نطاق الحرب النفسية وزرع الشكوك والحقيقة أن مبارك الذى عارضناه عن حق وثرنا ضده ونظامه لا ينطبق عليه هذا الوصف فهو من كان يرد علي مطالبهم بإغلاق الانفاق بالقول أن للنفق فتحتان اغلقوا من عندكم وهو من رفض تسليم ابو العباس للإدارة الأمريكية ولا يجوز ان نردد كالبغباوات أقوال
الصهاينة ونروح لاكاذيبهم والسياسة علم ودراسة ، كما أن المعارضة مسئولية وأمانة.