تورّط…..بقلم زكريا شيخ أحمد

متورّطٌ بجثتي كأنني لم أُخلق،
بل وُضِعتُ في جسدٍ جاهزٍ لم أختَرْه
أحملني كل يوم كنعش مفتوح
و أعتذر للهواء لأنني ما زلتُ أتنفس.
كل خطوةٍ أُخطئها
هي بقايا مشي قديم لم أقرّرْه،
كأن أقدامي تعرف طريقاً
لم أكن حاضراً حين وُضِعَ في خريطتي .
وجهي لا يشبهني
و صوتي يبدو كصوت أحدٍ عاشني
دون إذنٍ ثم غادر
و ترك فيّ حشرجةً لا أستطيع لفظها.
متورّطٌ بجثتي…
كأنّ قلبي استعارةٌ سيئةٌ من كتابٍ مهجور
و كأنّ جلدي رسالةٌ لم تُبعث
لكنها نُسِخت آلاف المرات
على مقاعد الانتظار.
حين أنام … لا أرتاح
بل أُسجّى كغريبٍ
خائفٍ من الحلم أن يكون حقيقياً
أو من الحقيقة أن تكون حلماً مؤجّلاً .
كل مرةٍ أفتح فيها فمي لأقول *أنا *
تتساقط من لساني
أسماءٌ لا أعرف أصحابها
و أسئلةٌ لها صوت أمي و هي تبكي في الليل.
لو كان لي أن أختار… لكنتُ شجرةً
تتلوّن بالصمت…
تدفن جذورها في طينها
و تنسى شكل السماء.
لكنني جثةٌ تتحرك…
تكتب لتؤجل موتها…
تضحك كي لا تنفجر…
و تقول: “أنا بخير”
كمن يربّت على كتف حطام قديم
في مرآة المصعد.
أنا متورّطٌ بي…
و لا أحد هنا
ليخرجني من هذا الجسد
أو يدفعني نحوي
بشيء من الضوء…
أو الوداع .