كتاب وشعراء

امرأةٌ تَمشي على الضّوءِ…..بقلم فيروز مخول

امرأةٌ تَمشي على الضّوءِ
لمْ أكنْ طيفاً
كنتُ جسداً مِنْ دمٍ وزجاجٍ
يمْشي على الضوءِ
كأنني أنتمي إلى ما لا يُثقلني.
كلُّ شيءٍ كانَ خلفي…
البيوتُ
التي علّقتُ فيها أسئلتي
الأبوابُ
التي لمْ تُفتحْ لي
والرجالُ
الذينَ مرّوا كما تمرُ الرصاصةُ…
لا يلْمسونَكِ…
لكنكِ تسْقطينَ
في دمشقَ….
الحرْبُ
تمشِي في الشوارعِ
مجْنونةً
أسرعَ مِنَ الناسِ
أضعُ قلبِي في جيبِي كحجرٍ صغيرٍ
وأُكملُ الطريقَ
:تعلّمتُ
أنْ لا أُحبَّ مَنْ لا يراني
أخلعُ قلبي كلَ صباحٍ
و ألبسهُ مِنْ جديدٍ
كقميصٍ مقلوب.
الضّوءُ
لمْ يكنْ مشواراً
كانَ اختباراً
هلْ يمكنْ لامرأةٍ أنْ تسيرَ على الضوءِ دونَ أنْ تنكسرَ؟
هلْ تستطيعُ أنْ تمحوَ ظلّها
وتبقَى ؟
كلّما عبرتُ وجهي في مرآةٍ مكسورةٍ
أجدُني أكثرَ اكتمالاً
كلّمَا انتبهتُ لخطواتي
كانتِ الأرضُ
لا تلزمني
أنا تلكَ التي تخلّتْ عنِ الحكايةِ
لتصيرَ اللغةَ
وتخلّتْ عنِ الصوتِ
لتصيرَ الصدى.
كانَ عليّ أنْ أخسرَ كلَّ ما أثقلني
لا لكي أطيرَ
بلْ لكي لا أعودَ
أنا لا أمشي على الضوءِ
لأنني أخافُ الظلامَ
بلْ لأنني صرتُ طيفًِا
يذوبُ في شفافيةِ النورِ
وأنا الآنَ زجاجُ النافذةِ
والرياحُ التي تهمسُ فيه
وأعظمُ ما أملكهُ
أنني لمْ أعُدْ بحاجةٍ لأنْ أكونَ
شيئاً آخرَ.
أنا لا أمشي على الضوءِ
لأني أخافُ السقوطَ
بلْ لأنني فهمتُ أنَ الضوءَ ليسَ مكاناً…
ولا حالةً
إنما هو اللحظةُ التي تُقلبُ فيها كلُ الموازينِ
حينَ تتوقفينَ عنِ البحثِ عنِ الخلاصِ
وتبدئينَ في أنْ تكوني
الخلاصَ.
أنا لا أمشي على الضوءِ
أنا الضوءُ
الذي تمشي عليهِ
نقطةٌ مِنْ سرابٍ
تسيرُ بلا ثقلٍ بلا زمنٍ
وفي نهايتها
حينَ تُغلقُ العيونُ
تكونُ قدْ فتحتِ
السماءُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى