عاشق القهوة.. بقلم : سابرينا عشوش

اهداء للفنان والأستاذ القدير
عبدالرحيم الصنداجي
عاشق القهوة
أنا فنجانُكَ الذي لا يفهمُهُ أحد،
سوادٌ يقطرُ عشقًا لا يُشبههُ لون،
ومرارةٌ إذا لامستْ لسانكَ
انقلبتْ حلاوةً تُذيبُ العمرَ في رشفة.
ترتشفني… كما أرتشفُكَ،
فنبدأُ رحلةَ المزاجِ على سفوحِ هرمونِ السعادة،
نرقصُ معًا منذ سنين،
يجذبني فنجانُكَ…
ويهمس لي بنكهةِ البن:
صباحُ الخيرِ يا وجهَ الخير،
لا أستغني عنكَ…
ولا أنتَ عني،
تستنشقني قبل أن تذوقني،
وتتذوقُني قبل أن تملكني!
تخيّلْ يومًا لا أسكنُ فيه خطوطَ يديكَ،
وأنتَ سيدُ العطرِ الفرنسي،
جنتلمانُ أجملِ المجالس،
كيف أخونكَ مع كوبِ شايٍ،
ولو نافسني طيبًا؟
دعهم يتقلّبون من لونٍ إلى لون،
ومن مذاقٍ إلى مذاق…
أسودَ، أحمرَ، أخضرَ، قرنفليًّا أو نعناعيًّا،
لكنني لم أخنْ يومًا هويتي،
فأنا لي لونٌ واحد،
ومذاقٌ واحد،
وروحٌ واحدة لا تُبدَّل ولا تُستبدَل،
فلا تبادلني، ولا تصفني بغيري،
فأنا استثنائية… لا تُشبه أحدًا!
تحوّلتُ لأجلك من هويةٍ فرنسيةٍ إلى عربية،
من أناقةِ “روبوستا” و”أرابيكا” إلى نكهةٍ خالصةٍ لا تعرف الحدود،
أفتخرُ بأصلي الذي يعشقكَ…
ووفاء نكهتي لعاشقٍ واحدٍ:
أنتَ… لأنكَ عشقتني قبل أن أُعرَف،
وأنا عشقتُكَ لأنكَ عبدتَ سُكّري ومَرارتي سواء.
أنا البنُّ…
ومن يعرفني غيرُكَ؟
يا عاشقًا يرحمني كلَّ صباحٍ
في أجملِ المجالس،
ويُقيمُ لي صلاةَ الحبّ في فنجان!
أنا قهوتُكَ… وأنتَ قدري الذي لا يُسكَب.
سابرينا –
Abderrahim Essandaji
Sabrina Sari
@à la une