وحدكِ تحترقين بي …..بقلم خديجه بن عادل

لم تكوني امرأة…
كنتِ شُرفةً تؤدي إلى الجنون،
بابًا لا يُفتح،
ولا يُغلق،
ولا يُنسى.
أنا لا أحبكِ كما يحب الناس،
أنا أحبكِ كما تُحب النار حطبها الأخير،
كما تحب السفينة عاصفتها،
كما يحبُ الغريقُ الماء
حين يفقد المعنى
ويصير الغرق صلاة.
حين أنظر إليكِ،
أسمع صراخًا لا يُسمع،
أبصر رمادًا لم يولد بعد.
وجهكِ؟
قصةٌ لا يعرفها الورق،
قصيدةٌ خائفة من الشعراء.
أنتِ لستِ امرأةً عادية.
أنتِ فصل خامس،
مدينةٌ تنهار على كتفيها
وتضحك.
في غيابكِ،
كل شيء يتكلم:
الساعة تبكي بصوت عقاربها،
الكرسي البارد يسأل عن دفئك،
والمصباحُ يرتعشُ كعاشقٍ في بداية الذنب.
لماذا حين تبتسمين،
يرتجفُ الكون؟
وحين تبكين،
يتغيّر مسار الزمن؟
أنتِ…
أنتِ مجازٌ ثقيلٌ لا يحتمله المعجم،
وحقيقةٌ لا تحتملها الروح.
تقدّمي نحوي،
ولو خطوةً،
كي أنهار.
قولي اسمي
كما تقول الأرض للزلازل:
أنا جاهزة.
أنا لست بخير
منذ خرجتِ من نصي.
الورق يبكي،
والقلم يعضّ أصابعه،
والمعنى يبحث عنكِ
في كل جملةٍ لا تكتمل.
تعالي،
ولنمت معًا على عتبة الضوء،
ننهض بعد قرنٍ من الحبّ
وننكر كل شيء—
إلا العناق الأول.