نبيل حُزَيِّن يكتب :سماسرة امتحانات الثانوية العامة ،،

أخذ موضوع الغش بامتحانات الثانوية العامة ،بمصر هذا الصيف الملتهب حرارة ،منحى جديدا ؛حيث بدأ في تنظيم إدارة الغش في اللجان بشكل منظم ،بعد أن كان عشوائيا، يدار بفكر اجتهادي ،من قبل من يمتلكون ناصية الغش .
وأصبح للغش إدارة فنية ،وأخرى إدارية تقوم على التسويق له ومتابعة تقديم الخدمات لعملائها الغشاشين ،بكل دقة ،وإخلاص وأمانة متناهية ومتابعة جيدة ؛ حتى تصل الخدمة بأقصى سرعة وجودة عالية .
فظهرت عمليات الغش بثوب جديد وبشكل منظم ودقيق ، وأصبحت تدار بتخطيط ،وكفاءة عالية ، ولها مروجون ، ومقدمو خدمة لعملائها الغشاشين .
فأضحى لها سماسرة يقومون بالوساطة ، بين مقدمي خدمة الغش ، وأولياء أمور الطلاب الذين يحتاجون لهذه الخدمة ؛ مما أحدث رواجا اقتصاديا كبيرا .
فطفت على السطح فئة أكثر فسادا من مروجي الخدمة وهم فئة السماسرة .
بالإضافة لفئة أخرى ،وهي الفئة المسؤولة عن إدارة الجانب التقني ، الذي يقوم بتوصيل الخدمة لعملائه الطلاب الغشاشين ،عن طريق تنظيم مجموعات الغش ( جروبات ) ووضعهم في مجموعات حسب المادة التي يدفعون ثمن غشها ، وتسليهم سماعة أذن ، وتسهيل دخول الهواتف النقالة ( الموبيلات ) ، أو ما شابه ذلك من أدوات الغش للطلاب الغشاشين باللجان المختلفة .
وهذا التطور الخطير للغش انتشر واستشرى .
وأصبح كل ولي أمر يبحث عن سمسار ،يتواصل معه من أجل تسهيل عملية الغش لابنه .
وقد حكى عن ذلك الأمر كثير من أولياء الأمور والطلاب الغشاشين ،ومن يقومون بمساعدتهم من سماسرة الغش في الثانوية العامة ،وهم منتشرون حول اللجان التي تدار بها عمليات الغش .
وهؤلاء السماسرة لهم طرق مبتكرة ومتجددة في التواصل مع من يحتاجون للغش .
وقد ذاع صيت هؤلاء السماسرة أمام اللجان المختلفة ؛ لدرجة أن ولي الأمر لا يجد صعوبة في الالتقاء بهم والتواصل معهم من أجل شراء هذه الخدمة المتميزة بالنسبة لولي أمر الطالب .وهي خدمة الغش.
حفظنا الله وإياكم من الغش والغشاشين ،وحفظ طلابنا مستقبل مصرنا الحبيبة من هذه الفئة الضالة المضلة ، التي تريد تخريج أجيال غير متعلمة تعليما يخدم المجتمع في جميع مجالاته ، ويكون حصنا حصينا ، ودرع واقيا له من كل الكوارث والأمراض والأوبئة التي تضر به