السفير فوزي العشماوي يكتب :لكي نكون منصفين

لكي نكون منصفين، ولكي تكون كل جوانب الصورة واضحة فيما يتعلق بالنداء بقيام مصر بواجبها تجاه إنفاذ المساعدات للأشقاء في غزة أود أن أوضح وأؤكد علي مايلي :
١- أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، وأن قوافل الشاحنات المحملة بالمساعدات مكدسة في مدينة رفح وضواحيها ومناطق كثيرة في سيناء وعلي أهبة الإستعداد للدخول في أي وقت
٢- أن مادخل القطاع من مساعدات منذ ٧ أكتوبر وحتي الآن معظمه من مصر ( يقدر البعض مساهمة مصر وحدها بحوالي ٧٠ ٪ من إجمالي المساعدات )
٣- أن مصر وقفت بحزم وثبات منذ اللحظة الأولي ضد مخطط التهجير، وقد ساعدها في ذلك تمسك الفلسطينيين بأرضهم رغم كل مايواجهونه من حرب إبادة وتجويع
٤- أن معبر رفح مغلق من الجانب الفلسطيني بسبب وجود قوات الإحتلال وإنتشارها في حوالي ٧٥٪ من مساحة القطاع بما فيها منطقة المعبر بالكامل بإمتداد عدة كيلومترات، كما تحتل ممر فيلادلفي
٥- أن مصر إستضافت في منطقة رفح ومركز تجميع المساعدات فعاليات ومبادرات عديدة لشخصيات دولية مؤثرة كسكرتير عام الامم المتحدة وماكرون وعديد الوزراء وكبار المسئولين من مختلف دول العالم للضغط علي إسرائيل ولكن الأخيرة ضربت عرض الحائط بكل ذلك معتمدة علي الدعم الأمريكي المطلق
٦- أن الدول العربية والإسلامية المؤثرة لم تقم بدورها كما يجب ولم تستخدم أي أدوات ضغط ملموسة بل كافأ بعضها الرئيس الأمريكي ببلايين الدولارات
٧- أننا لم ولن ننادي بدخول مصر في حرب لاتتحملها أوضاعنا الإقتصادية والمجتمعية
٨- في المقابل نحن علي قناعة أن إسرائيل أكثر حرصا منا علي تجنب أي صراع خشن مع مصر، فالسلام مع مصر وتحييدها كان ومازال وسيظل هدفا أعلي للكيان يكاد يلي في الأهمية مباشرة إستمرار الدعم الأمريكي فهذان يمثلان ركيزة الوجود الإسرائيلي وأهميتهما تسبق أي أمر آخر
فلايتقول علينا أحد بأننا نرغب في الإنزلاق للحرب لإدخال المساعدات، ولايرهبنا أحد بأن إسرائيل ستبادرنا بالحرب لمنع إدخال الشاحنات
٩- السبب الرئيس والدافع الأهم لتوقيت النداء الذي وجهناه مؤخرا للسيد الرئيس ولقواتنا المسلحة ببذل أقصي الجهد ( السلمي بالطبع ) والتفكير خارج الصندوق بأي طريقة لإيصال المساعدات برا او جوا او بحرا هو تقديرنا أن الظروف الدولية حاليا مهيئة للضغط علي إسرائيل وإجبارها علي القبول بإدخال المساعدات، فكل حكومات وشعوب العالم تقريبا مستاءة وتشعر بالخزي والعار وهي تشاهد المأساة الإنسانية في غزة، والبيان الصادر اليوم عن ٢٥ دولة اوربية ( بما فيها فرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا ) بضرورة الوقف العاجل لاطلاق النار وادخال المساعدات وتنحي إسرائيل عن مسئولية توزيعها، وكذا كلمة ملك بلجيكا وعشرات القادة والزعماء المنددين بإستمرار الحرب والقتل والتجويع، كل هذا يجعلنا نعتقد أن الظروف مهيأة لمبادرات مصرية قوية وحازمة لتغيير هذا الوضع المأساوي، فإن نجحنا فالحمد لله وان لم ننجح نكون قد قمنا بأضعف الإيمان، خاصة وأننا نعتقد أن مصر والعرب لم يفعلوا مافيه الكفاية طوال السنتين الماضيتين لوقف العدوان وانفاذ المساعدات
١٠- أعتقد أن الكل يعلم موقفي من تيارات الاسلام السياسي وبالتالي فندائي لاعلاقة له بهم من قريب اوبعيد بل هو بدافع وطني إنساني بحت، ولاأعتقد أيضا أن كل من أيد النداء وقام بإعادة نشره من فصائل الإسلام السياسي بل أثق أن هذا هو شعور كل التيارات الوطنية المصرية بمن فيهم العقلاء من مؤيدي النظام