هذه هي حكاية الإنسان وملحمته…بقلم محمد نبيل كبها

عندما بدأت قصّتك في هذا الكون، أتيح للشّر والألم والمعاناة بالتواجد معنا على ساحة هذا العالم، الله سمح لنا نحن النّوع الإنساني أن نخطئ، وسمح للخطأ بالوجود؛ لذلك نحن نتعاطى مع هذا الشر وهذا الخطأ، ولكن المهم أنّ نستفيد منه، وألّا يدمّرنا ويحطّمنا، وأن يكون هذا الخطأ هو السّبب في تحديث برمجتك وإرتقائك إلى أفضل نسخة من نفسك.
نحن لم نُبنَى لكي نكون ملائكة، نحن تمّ بناؤنا وإعدادنا لكي نتكامل بالخير والشّر الذي يدفعنا لكي نتغيّر ونسمو إلى الأفضل.
نحن معدّون ومهيّئون لنخطئ ونصيب ونمرض ونصح ونقع وننهض ونفشل ونفلح؛ لم نُخلَق لنكون في مسار واحد، بل سنسلك مسارات وسُبل عديدة، وسنقع ونسقط ونفشل ونبكي ونُضْرَب الّلكمات تلو الّلكمات؛ لكن المهم أن لا نبقى حيث وقعنا، ولا يعني إن سقط وضلّ أَحَدُنا الطّريق والسّبيل أنّه سيبقى مطروحًا وضالّا للأبد؛ لأن الهيكل والبنية الإنسانيّة معدّة ومبنيّة من نسيج الخير والشّر، وأُتيح للشّر ليكون في حيّز هذا الكون؛ لذلك نحن سنخطئ رُغماً عن أنفسنا، وأنا لست أبرّر وأدعو للخطأ، وإنّما أدعو لكي لا يُهلكنا ويقصِفُنا ويفتّتنا الخطأ.
عن النبي ﷺ أنه قال: لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم.
لذلك أنت لا يمكن أن ترى هذا الألم والوجع والخوف إلا إذا كان هذا الألم قد أحدث في كيانك إضطراب وإهتزاز وإرتجاج، عندها ستبدأ في تدريب نفسك وطاقاتك وقدراتك وإمكانيّاتك، وترقية عقلك وفكرك من خلال القراءة والبحث والمحاولة من أجل أن تتعامل مع هذا الألم الذي أرداك وألقاك مطروحًا في زاوية البيت، وستبدأ تنهض على قدميك من جديد وتزيل التّراب الذي كسى وخفى وحجب جسدك، وكتم نفسك، وغلّف روحك، تبدأ تَزيل وتمسح عن جسدك هذا التراب، وتقف مرّة أخرى على قدميك لتواجه هذا الشر والألم وتهزمه، وهذه الهزيمة هي التي سَتُخصّب خبرتك في الحياة.
الإنسان الجسور والشّجاع فينا هو من يرى في هذه الصّعوبات والألآم تحدّيًا وإصرارًا لمواجهة هذا الخوف وهذه المحنة ليخصّب نفسه ويعرف ذاته.
المخترع العبقري (توماس أديسون) كان يقول: سقوط الإنسان ليس فشلًا، ولكن الفشل أن يبقى حيث سقط.
في النهاية:
معظمنا يقدّم خطوة ويتراجع خطوات، ولكن المهم ألّا تستلم أبدًا، لا تستسلم لا تيأس؛ في النّهاية ستصل، إن شاء الله ستصل إلى المسلك الصّحيح، علينا أن نتحامل على جِراحنا وآلامنا ونكمل المسير إيمانا منّا بقيمة الإنسان وجدارته وعظمته، هذه هي حكاية الإنسان وملحمته.