مصطفي السعيد يكتب :اندلاع المظاهرات ضد الرئيس الأوكراني ( ثورة مصطنعة ضد ثورة مصطنعة)

اندلعت مظاهرات في العاصمة الأوكرانية وعدد من المدن الرئيسية تطالب بإسقاط الرئيس الأوكراني زيلينيسكي، ووصفته بأنه مستبد وديكتاتور وفاسد، بعد أن أصدر قانونا يحد من صلاحيات هيئات مكافحة الفساد، التي قال إن داخلها عناصر مؤيدة لروسيا .. يبدو أن الغرب قرر التخلص من زلينيسكي، الذي جاء إلى الحكم عقب ثورة مصطنعة عام 2014 قادتها منظمات ما يسمى المجتمع المدني، التي أطاحت بالرئيس المنتخب فيكتور يانوكوفيتش، الذي كان ينتهج سياسة متوازنة بين روسيا والإتحاد الأوروبي، بينما رفعت مظاهرات تحتج على رفض يانوكوفيتش توقيع شراكة سياسية واتفاقية تجارة حرة الإتحاد الأوروبي، وأطلقت عليها الدعاية الأوروبية اسمي ثورة الميدان، وثورة الكرامة، بينما وصفها مؤيدو الرئيس المنتخب بأنها إنقلاب مدبر، وبالفعل ظهرت مجموعات مسلحة قومية، واقتحمت البرلمان، وأطاحت بالرئيس ، الطريف أن نفس منظمات المجنمع المدني الموالية والمدعومة من أوروبا وأمريكا، ونفس القيادات، تدعو لإسقاط زلينيسكي، بنفس الشعارات تقريبا، فيما يبدو أنه قرار من أوروبا والغرب بالتخلي عن زلينيسكي وتنصيب قيادة بديلة قادرة على إنقاذ أوكرانيا من الإنهيار قبل أن تسيطر عليها القوات الروسية، لكن يمكن أن تؤدي الإضطرابات إلى انهيار أسرع للجبهات، في تقدم القوات الروسية، ووصول الجيش الأوكراني إلى حالة إنهاك.
الثورات المصطنعة أجادت إنتاجها المخابرات الغربية في العقود الأخيرة، عبر تشكيل تنظيمات ممولة من الغرب تحت ستار المجتمع المدني وحقوق الإنسان وشعارات اخرى فضفاضة، تحشد أكبر عدد من الجماهير، من خلال خطوات منظمة، كتب أهم معالمها جين شارب تحت أسماء الثورات اللا عنفية، ثم تنقلب على مطالب الجماهير بعد السيطرة على الحكم عن طريق مجمعوعات منظمة أو تحالف موالي للغرب.