كتاب وشعراء

أنت الذي لا يغيب ….بقلم مها السحمراني

أيّها العالق في الوجدان منذ الرعشة الأولى
كأنك لم تكن طيفًا… بل فكرةً تشبّثت بي
قبل أن أولد، قبل أن أعرف من أكون
لستَ شخصًا
بل إشراقة غامضة
كأنك سهوُ الحياة حين تفكّر أن تهدأ
فتنبض بك دون أن تستأذن
مررتَ بي كنسمة
لكنك تركتَ في روحي ارتجاجًا
لم تُبنه العواصف
ولا عرَفته الدهور
أيها الغريب القريب
هل كنتَ أنت من كتبني على جبين السؤال؟
أم أنا التي قرأتك في سطور لم تُكتَب بعد؟
كم من لقاءٍ لم يحدث
كان أصدق من مئة حديث
وكم من نظرة بلا جهة
كانت خارطةً بيننا لا تحتاج إلى توقيع
أنت الذي لا اسم له
ولا وطن
لكنك مقيم في نُسَج الذكرى
وفي تلافيف الشعور الذي لا يُروى
كلما ظننتُني تعافيتُ منك
أراك في المرآة
في الكتب
في ارتجاف الحروف
وفي صمت النهايات
فلا تسلني عنك
أنا لم أعد أميز
هل كنتَ طيفًا
أم أنني أنا من كنتُ فيك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى