كتاب وشعراء

امشي في ظلّي/للشاعر صلاح المغربي

أسدل المساء ستره الرطب
على عري الذكرى.
لم تعد تصل إلى بري
أخبار مركبي الغارق في بركة الوقت.
تناثرت خيوط العنكبوت
على شباك نفسي،
وصار الصمت جسرا
يهوي بكل صريخ أحاوله.

امشي في ظلي
المتمدد كأفق مغمور.
يعيدني القمر الباهت،
كلمحة عين مطموسة
أهدتها حبيبة ما
لسماء نسيت أسماءها.

امشي في ظلي
لا ارتاع لتهشم المرايا
حيث تتجمد وجوه الغرباء.
ولا ابالي بصوت المؤذن
يتشظى كزجاج في أزقة المدينة المعتمة.

فماذا اصنع
بكل هذه الأشباح التي تتراقص
في زوايا الغرفة الفارغة؟
– أنا الذي رأيت نجمة
تنكسر
من صدى آهة في البعد
وقلت: جاءت لترحل –

وماذا يرجو ظل
في دجى؟
ماذا تخبر الريح
بعد أن سكنت حناجر الشواطئ؟
وأين مرساتي، الآن،
وقد بدأ القمر الباهت ينسحب
من مرآة البحار؟

صلاح المغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى