رؤي ومقالات

د.فيروزالولي تكتب :مطلوب: معجزة.. أو “ريستارت” جماعي!

أيها السادة الكرام، والغير كرام، والمكرمين بالسلطة منذ ثلاثين عامًا بلا بركة:
هل جربتم يومًا أن تنظروا في المرآة؟ أقصد مرآة الضمير، مش مرايا الفنادق الفخمة التي فيها إضاءة تجميلية تلقائية!
اليمن، يا سادة، لا تحتاج إرهابًا جديدًا، ولا فندقًا آخر في عاصمة جديدة لاستكمال مسلسل الغربة السياسية. اليمن تحتاج فقط إلى زر “حذف” لكل شيء قديم منتهي الصلاحية، وعلى رأس القائمة: أنتم.

في اليمن، نعيش سيناريو مسلسل تركي بدون نهاية، كل حلقة أسوأ من اللي قبلها، ونفس الأبطال، بنفس الوجوه، بنفس الخطاب:
“نحن في مرحلة تاريخية حساسة”… طيب، من 2011 وأنتم حساسين! متى تبطلوا تتحسسوا وتبدؤوا تحسّوا؟

كلما تحدث أحد عن التغيير، يخرج لنا أحد جنرالات القهوة ويقول:
“الصبر يا شعب اليمن، نحن في مرحلة حرجة!”
حرجة؟ يا عزيزي، إحنا ما عد بينا مجال نحرج، خلصنا!

أنتم لا تريدون التغيير، بل تريدون إعادة تدوير أنفسكم!
مرة ببدلة عسكرية، مرة بعباءة شيخ، ومرة بلغة مدنية مزيفة مع قليل من بودرة “الوطنية المعلّبة” التي تنتهي صلاحيتها بعد كل بيان فاشل.

تطالبوننا بأن نؤمن بكم من جديد؟ بالله عليكم، كم مرة تنصحوا الواحد يعيد نفس الخطأ قبل ما يعتبره غباء رسمي؟ هل هناك معيار علمي للغباء السياسي؟ لأننا تجاوزناه بأريحية!

أيها المنتظرون لمخلّصٍ من السماء:
لن ينزل أحد. المعجزات توقفت من زمان، والأنبياء ختموا الرسالة. اليمن لن ينهض بها من ينتظر، بل من يتحرك، ويكنس هذا المستنقع القيادي العفن الذي يتغذى على جهل البسطاء وخوف العقلاء.

البلد اليوم لا يحتاج إلى عباقرة خارقين، بل يحتاج إلى شباب نظيفين، مش محروقين، يؤمنون بفكرة اسمها “الدولة”، وليس بقبيلة، أو فندق، أو جناح سياسي بمراحيض ذهبية.

في النهاية، نوجه شكرًا خالصًا لحكومات الفنادق:
لقد نجحتم فعلًا في شيء واحد…
تحويل الوطن إلى نكتة حزينة، والقيادة إلى مسلسل رعب، والمواطن إلى كومبارس لا يملك حتى نصيبًا في الكهرباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى