لا رجعة في الخراب…..بقلم عبد الرحيم معروف

/عن الوطن,/الغربة /والانهيار العربي /…
+عندما تدمى الروح تبوح ,بما لديها من جروح وقروح ,
……
**…..كل شيء لا يقال ,
حين تنسى القصيدة
ثم تولد جريحة من جديد !
هو نحن …
كل ظل يهرب من ظله ,
كل قطرة ندى
كل شمس ترفض المغيب
على المدى
كل نار بردت في فم الغيم
كل ناي بكا على صوت الوجع
كل زهرة نمت على صمت
الجنائز
وموت يربي عشبة الزقوم
كل فجر يتأخر
كي نطيل الحلم أكثر
كل خطوة تعرفنا
وتمشي بلا أثر
**…كل شيء لا يقال ,
هو نحن …
كل نافذة
ترى الوطن من خلف زجاج
بات في المنفى
كل باب لم يقفل
على ضوء العائدين
كل صوت
يرتجف في حضن
لهجة هجينة في الغربة
كل حلم , كان يشبه بيتنا
ثم صار يشبه الخريطة
كل غيمة تضل السبيل الى قريتي
كل شجرة زيتون
تكمل وحدها صلاة العصر
كل أم ,
تخبز الغياب في التنور
وتنتظر …
كل حجر يحن الى راية
حملها طفل …
ثم غاب في زحام الحدود
كل صباح يبدأ بأغنية لا تفهم
وينتهي بصورة من هناك
كلما قلنا: انتهت الغربة
أعادتنا الجهات الى حقيبة
أو رسالة ,أو سؤال المطار ,
لما نقف طويلا على لائحة الانتظار.
وكلما قلنا : سنعود !
انحنى الحلم
مثل علم مكسور على سارية ,
نسيت اسم الوطن
فصاركل نشيد تصريحا
وكل تصريح بلا جدوى
وكل الحدود , تركتنا في العراء
نعد أسماءنا للعبور
ولا نعبر …
و تعبنا من رسم المفاتيح
على الجدران
ومن حكايات الجدات
عن العودة ,كأنها صلاة
أوكذبة بيضاء تسند , ليلنا .
**…العرب ؟
اخوة الرمل
باعوا الخيام للريح ,
واهدوا القضية للخبر العاجل
للبيان الختامي
للمفاوضات التي تشبه
الموت البطيء
لا شيء ينتظرنا هناك ,
الا قبور بلا أسماء
وأرض , تحفظ أسماء جنود ,
لا شهداء .
فلا تسألني متى نعود؟
اسأل السحاب ,
لماذا لم يمطر على طريق
الرجوع ؟
واسأل نفسك : من سيحمل وطنا
على ظهره ,في زمن لم يعد
أحد يحمل أحدا ؟
…نحن اليتامى في دفاتر القومية ,
وفي شعارات بلا دم .
… نحن المعلقون , بين منفى لا يسعنا ,
ووطن لا يعترف بأسماءنا .
… نحن ,
أثر ممشى قديم على طين جف .
… نحن , قصة حذفت نهايتها
من مناهج التاريخ .
… نحن من ؟ , الآن؟
لا جئون …
نقيم على خرائط الآخرين ,
بلا وقت , بلاظل , بلا غد ,
نموت كما يولد الغبار ,
بلا ضوء,
نعوي ,
ولا أحد يسمع العواء ,
لا أحد يسمع !!