كلّ ما فيكِ محتلٌّ……بقلم محب خيري الجمال

كلّ ما فيكِ محتلٌّ. حتى قبلتكِ
اخلعي شرفكِ الرسميّ
وادرئي عني دهشة العفيفات
أنا لا أصدق دموعًا تُذرف بحياءٍ دبلوماسي
ولا ساقًا تُخفى تحت عباءة الوطن.
قوليها:
كنتِ في حضن رجل غيري
في الليلة التي سقطت فيها مدينةٌ
وأُعدم شاعرٌ
لأنه نطق باسمكِ
في مجلس الحرب.
ارفعوا الحصانة عن نهديها
ودعوها تعترف:
لم تكن تحبّني
بل تحبّ كيف أتكسرُ أمامها
كعلمٍ نُكّسَ في منتصف الحلم.
**
أيتها الأنثى التي تُخيطُ الصمتَ على فمِ الوجع
أنتِ نظام حكم
تعدّين أنفاسي
وتقمعين ارتعاش يدي حين أكتبكِ.
أنتِ جهاز مخابرات
في هيئة ضحكة
وملفُّكِ الأمني
مليءٌ بأسرار الرجال
الذين قبلوكِ وطنيًا مؤقتًا
قبل أن يُرحَّلوا فجأةً
إلى المنفى القلبيّ.
**
لماذا تتعمدين
أن تتركي ملابسكِ الداخلية
في حقائب الرجال؟
كأنكِ إعلان حرب
على جيوب العشاقِ الفقراء.
ولماذا حين أصرخ
تسجلين صوتي وتبثّينه
في نشرة أخبار الثامنة؟
تقولين: ها هو المجنون، الشاعر، الفاشل، الخائن
وأنتِ
تكتبين القصيدة بلُعابكِ
على صدر رجل آخر
في اللحظة ذاتها.
**
أنا لا أريد أن أكون الرجل الجيّد
ولا القاسي
ولا حتى الذكر الذي يشتري لكِ الفطور.
أريد أن أكون الرصاصة
التي تمرّ عبر جسدكِ
ولا تعتذر.
**
أعرف كيف تستحمين من خطيئتكِ
بكلمات مثل مضطرة، ظروف، ضغط،
لكنّي قرأتكِ كدستورٍ مُشوّه
لا يعترف بي مواطنًا
إلا حين أطبعكِ على الأوراق الرسمية.
**
حبيبتي،
أنتِ نشيدٌ يُعزف في ملهى
ودعاءٌ يُباع في كواليس المافيا.
أنتِ وزارة داخلية
بمكياجٍ ليلي
تصدرين قراراتِكِ من سرير
يشبه قاعة مؤتمرات مغلقة.
**
أقولها الآن،
دون رتوش، دون أدب، دون استئذان:
من يكتبُ قصائدَ حبٍّ في هذا البلد
يُعدُّ خائنًا.
ومن يحبُّ أنثى مثلكِ
يُعدم دون محاكمة.
**
ولذا
سأصعد فوق دمكِ المتأنق
وأبصق على تاريخِ شفتيكِ
وأكتب على ظهركِ:
تمّت المصادرة
ثم أضع قدمي على عريِكِ
وأصرخ للعالم:
تحتَ حذائي وطنٌ
لم يمنحني تأشيرة للحُبّ!