كتاب وشعراء

ضحكٌ يُسفَكُ بلا صوت…..بقلم زكريا شيخ أحمد

ضحكٌ يُسفَكُ بلا صوت
في مكانٍ ما
في دماغي الذي لا يجيد ترتيب الغرف…
انفجرت ضحكة بصوت طفلٍ
دهسته شاحنةُ مديح .
لم أضحك ،
بل تقيّأتُ شيئاً يشبه الضحك
بوجهٍ يشبه وجهي ، لكنّهُ أعمى
و مصنوع من مرآةٍ رطبة.
كانت الضحكة تمشي بقدم واحدة
و تجرّ خلفها ساقاً من زجاج
كلما اقتربتُ منها…رأيتُ نفسي
أُلقّن جثةً صغيرةً كيف تبتسم.
في تلك اللحظة … اهتزّ السقف…
خرجتُ من فمي
و مشيتُ على أصواتي السابقة
كأنني أزورني
في متحفٍ لم أفتحه يوماً .
الذين كانوا يراقبونني
شمّوا الضحك كمن يشمّ غازا ساماً
قال أحدهم:
“يبدو أنه اخترع صوتاً جديداً للهروب.
قال الآخر:
“لا… إنه يعزف على أعصابه الأخيرة.”
الضحك لا يسقط من السماء
و لا يخرج من القلب.
الضحك…
يُستخرج من العظم بمفك صدئ
بيدٍ ترتجف في الظلام.
ضحكتُ حتى انكسر جدارٌ داخلي
فأخرجتُ منه سلحفاة
تحمل على ظهرها سيرة ذاتية مكتوبة بالسكين.
ضحكتُ أكثر
فانفجرت عيناي بماءٍ أسود
كنتُ أخزّنه لأيام الأسئلة الجافّة.
الضحك ليس خفّة…
إنه سائل ثقيل
يتساقط من الشقوق
التي نغلقها بالكتمان ،
لكنها تحفظ كل شيء
كصندوق أسود لا يعترف
إلا بعد الاصطدام.
و في النهاية؟
حين انتهيت من الضحك…
نظر الجميع إليّ
كما ينظر طفلٌ إلى مهرّجٍ يخلع وجهه
و يخرج من تحته
رأس مقطوع
يبتسم.
ضحكتُ…
لا لأني حيّ
و لكن لأن الصمت تأخّر عن الطعنة
نصف ثانية فقط.
و كان عليّ أن أخيف الموت بشيءٍ
أكثر فظاعة من الرحيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى