كتاب وشعراء

حجر مدخن …..بقلم وليد العايش

هكذا قال الحجر
في مساء غاب عنه
فانهزمت الشمس شرقاً
وحزم حقائبه القمر …
يا جارتي ؛ أتدرين ما يعني الوجع
أتدرين ما يعنيه الفجع !!! …
إن أتى مدلهماً في الشتاء
مزنراً بحفنة من الدماء …
محملاً بجعاب من القهر …
بسيل أنين يبدأ من هنا
وينتهي في مرقد العمر !!! …
فلا المطر يغسل شعره
ولا الماء إن جاء يعتذر …
أتدرين ما أعاني ؛ وما يعاني
الكل ها هنا !!! … يا جارتي …
يبدو بأنك مازلت على عهد
قديم قطعناه سوياً
على فنجان قهوة احتسيناه
ذات صبح ؛ على عنب قطفناه ؛
من بستان سرمدي ؛ تقهقر فجأة ؛
ليحل ضيفاً على مرابعنا القدر …
يبدو بأنك مازلت على حبك الغابر
ولا تدرين بانتحار مجرى النهر !!! …
وأنك تأكلين الخبز الذي عجناه ؛ خبزناه ؛
في تنور بيتنا ؛ فكان لنا جميعاً حينها
لكنه التحف الحزن ؛ وأصبح كما الجمر …
هكذا قال الحجر …
في غفلة عن سكون الكون
في عتمة بلا طعم ؛ بلا لون …
يا جارتي : أما زال ثوبك حاضراً
لسهرة العرس الكبير ؛ أما خزقته
أيام لا تشبه تلك التي كانت ؛
فانفضح الجميع ؛ وانفضحنا ؛
دون أن ندري ؛ وحتى لو درينا
فقد كان ك المارد هذا القدر …
لا حيلة تكفي سوى ذر الرماد
فالقرب قد هزمه البعاد ؛ والعناد
وجاءه من يشد على الزناد …
فكان البحر شاهداً ؛ لكنه انحنى …
قلت : أينحني البحر ؛ أم غشاه
شيء من السحر ؛ أو أنه حزن
على فراق الشمس ؛ وضياع القمر !!! …
هكذا قال الحجر …
من لم يأت الليلة كي يعتذر
فلن يأتي ؛ صمت الحجر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى