ابنةُ السكونِ ….بقلم: مها السحمراني

أنا التي تروضُ الوَجدَ في حضنِ هدوء
وتصنعُ من القطيفةِ حارساً لِوجعي
أحملُ هدوءَ النسيمِ
لكنني إذا غضبتُ
ترجفُ الكواكبُ من عيوني
تظنونني زهرةً ناعمة
لكنني نَبَتُ الحكمةِ
وسُلالةُ البرقِ إذا استكان
أنا التي تمشي في البساتين
كأنها لا تعرفُ الحروب
لكنني أُخفي في عطرِي
قِصصَ المدائنِ التي خَذلتْ ساكنيها
كلّ هذا الحُسن؟
سربُ خُدَعٍ مدجّجٌ بالوعي
يُغني للغيم
ويكتبُ على خدِّ الفجرِ ملاحم
أنا تلك الأنثى
التي لا تعرفُ النسيان
بل تُعيدُ تشكيله كقوسِ قزحٍ
بعد كلّ انكسار
كفي التي تمسكُ بالحنان
هي ذاتُها التي
كتبت على جبينِ الليل:
“أنا لا أُؤذى إلا إذا ابتسمتُ أكثر من اللازم”
فيّ من عنترة
نخوةُ الحرف
وصهيلُ الكبرياءِ في ثوبٍ ناعم
أنا أنثى
تصنع من الورد رداءً لها
وتجعل من العبق عطراً لها
إذا استوحش الليل
أوقدت فيه نداها
وإذا خاصم الحُسن
صالحته بطرفها
رداؤها صمتٌ يهمس
وعطرها حكاية
كل زهرةٍ على كتفها
تعويذةُ نجاة