كتاب وشعراء

لن أكون كما كنت ….بقلم رشا هشام

لن أوزّع روحي بعد اليوم على الأرصفة كأوراقِ خريفٍ بلا عنوان
لن أعطي من وقتي ما يبذر في حقولٍ لا تنبت امتنانًا
سأتوقّف عن عفويّتي
عن تلك التلقائيّة الحمقاء التي كانت تزهِر في كلّ مكانٍ تطأه روحي
كأنّني بستانٌ مفتوحٌ لرياح المارّة
سأتعلّم كيف أؤجّل كلّ شيء :
غضبي، ضحكتي، اندفاعي، وحتى كلماتي التي كانت تسبقني بشهقةِ حنين .
لن أهدر عصبيتي على من لا يجيد تهدئتي
ولن أُفسد سكوني على من لا يليق به ضجيجي .
لن أُقدّم اللّطف مجّانًا بعد الآن
فالعُملات النادرة لا تهدى
ولا ترمى بين أيدي المتسوّلين باسم العلاقات
الإنسانية
من الآن فصاعدًا ..
سأجعل النصوص تنضج كما تنضج الحياة في أنثى تعلّمت ألا تزهر إلّا حين يحين الربيع بداخلها .
سأكتب متأخّرة !!
لكن بدقّة قاتلة
سأحبُّ ببطء
وأغضب ببطء
وأمضي ببطءٍ يشبه وقار الشجر حين يخلع أوراقه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى