كتاب وشعراء
آخر الأخبار

ما بين وَداعِكِ الصّامِتِ والحالَةِ إلى الثّمالَةِ المُسْتَدَامَةِ – بقلم/ حسن هورو

“إنَّهُم يُحوِّلونَ الوَطَنَ
إلى مُرَبَّعاتٍ طائِفيّةٍ،
يَقيسونَ الوَلاءَ بمِقدارِ
انْتِمائِكَ الضّيِّق،
أمّا أنا، فأُريدُ وَطَنًا
لا يُسأَلُ فيهِ الإنسانُ
عن مَذْهَبِهِ، بل عن حُلْمِهِ،
عن كَرامَتِهِ، عن صَوْتِهِ.”
ــ المسرحيُّ السُّوريُّ الكبير
سعدُ الله ونّوس

أيُّها العالَمُ،
لو تَحوَّلَتْ بِكَ
الحالَةُ إلى ثَمالَةٍ
مُسْتَدَامَةٍ،
لَعِمْتَ بِسَلامٍ دائِمٍ،
ولَرَمَتِ البَشَرِيّةُ كُلَّ شَراسَتِها
في مَزْبَلَةِ التّاريخِ وصَحْوِها
المُزَيَّفِ ؟؟

كما أُولئكَ الأبطالُ
الّذينَ لا يَبْحَثونَ عنِ الشُّهْرَةِ،
سِوى أنْ يَبْقى الوَطَنُ حُرًّا؛
هو أنا ذا،
لكنَّني أُضيفُكِ إليه،
لأنَّهُ ذَكَرٌ،
والذُّكورُ لا يُنْجِبونَ أبطالًا !؟؟

ووَداعُكِ الصّامِتُ
أشْعَرَني في أُولى
وَهْلَتِهِ،
بأنَّهُ قَرارٌ لا رَجْعَةَ
فيهِ،
ولا فيهِ مَكانٌ
لِلحَنينِ.

ولكِنَّني أرى:
عِندَما يَكونُ قَبْري
في أرضِكِ،
أُبَشَّرُ بالأمان،
لأنَّهُ سيكونُ مُحَصَّنًا
مِن أيِّ اقْتِرابٍ،
ومِن أيِّ نابِشي القُبورِ،
ومِن كُلِّ مَن يَسيلُ
لُعابُهُ
السَّمِجُ
لِلنَّيْلِ مِن نَعْشي
المُقَدَّسِ
لَدَيْكِ.

وأَنْصَحُ قَلبي في آنٍ:
أيُّها القَلْبُ، مَهْما كُنْتَ
شُجاعًا،
لا تَقْتَرِبْ مِن بَهائِمِ
الحَنينِ،
لأنَّها سَتَرْكُلُكَ مِن الخَلْفِ
بِأرْجُلِها
المَعْطوبَةِ.

ومُنذُ بِدايَةِ لِقائِنا
رَأَيْتُ على شَفاهِكِ
ثُقوبًا،
لكنَّني لم أُخَمِّنْها
أبدًا،
بأنَّها ستكونُ ثُقوبًا
كَتِلْكَ السَّوْداءِ،
سَتَشْهَقُني بِهذِهِ القُوّة،
وسَأكونُ مَحّارًا
في قِيعانِها
العَميقَةِ ..؟

بقلم / حسن هورو- سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى