خُبزٌ عَاجِلٌ …..بقلم نبيله الوزاني

وَحْدَها الحَربُ
عِنْدمَا تُطْلقُ لِسانَها
يَضْطربُ المَنطِقُ ؛
تَخسَرُ المَفاهيمُ المُطْلَقةُ ؛
تَفقِدُ الحَواسُّ دَورَها ؛
يَسقُطُ
المَعنَى
اللُّغةُ
والمُفسِّرونْ ..
مِن مَخازِنِ النَّخاسةِ
الجُوعُ
يَختطِفُ السَّكاكرَ النَّحيلَةَ
ويَركضُ
لِيتوارَى في الشَّاحناتِ
الكَبِيسةِ..
هُو السِّلاحُ القَديمُ
تُدَلِّلهُ الأَفْواهُ اليَابسةُ
أُمٌّ تُراوِغُ رَغيفًا بِرشْفةِ
دَمْعٍ
فأغرقَها المِلْحُ ؛
بِسِنّارةٍ دُونَ طُعمٍ
أَبٌ يُناورُ
أَسْماكاً
غَادرَتْ مَتارِيسَ
الحِِصار ؛
طِفْلٌ تَقمّصَ حَبّةَ قَمحٍ
لَمْ تُصبِحْ عَجينًا
بِيدِ طِفْلةٍ
رَقَصتْ لِحَمامةٍ
على إيقاعِ الرَّصاصِ
لَا صَفّقَتِ الحَمامَةُ
ولا جَلَبَتْ سُنبُلةً
تُحفِّزُ حَطبَ الفُرنِ ..
لِلْأَفْرانِ طُقوسٌ
نَفقَتْ
في ” هُولُوكُوسْتِكِ ”
الجَدِيدِ ؛
أَيّتُها الحَربُ
علَى مَنْ تَتمرّدِينَ
عَلى ما تَثُورينَ
وَتَطْمِسينَ المَدينةَ
فِي رُكامٍ مِن الجُثثِ ؟
تَعوِيذةٌ أَنتَ
في حَنْجرةِ المَوتِ
أَيُّها الجُوعُ
وَطنٌ أَنتَ مِن القُبورِ
يَكتظُّ بهِ ” خُبزٌ عَاجِلٌ” ..
لَيْستِ الغَفْلةَ ؛
لَيسَ الْخَطأَ ؛
بَلْ صَفحةً اِنْحَرفَتْ
عَن كِتابِ الجُغْرافْيا
غَيّرتْ وَجهَ الطّينِ
فَأصْبحَ الوَطنُ
وَرقةً خَطِيرةً ..
وَحدَها الحَربُ
تَعصِرُ المَدينةَ في بَطنِ الجُوعِ
تُوثّقُ شَهاداتِ المِيلادِ
فِي سِجلّاتِ الإِنْتِهاءِ
بَينمَا الحِرمانُ
يَتسلّلُ كَذئْبٍ
سَرَقُ حَظِيرةً بِلا سَقْفٍ ..
كَمْ يَلْزمُكَــ أَيُّها الجُوعُ
مِن جِيــــــاعٍ
لِـــ تَشْبــــــــــعَ
كَمْ يَلْزمُكـَــــ مِن مَوْتَـــــــــــى
لِـــــ تَنـــــــــــــــــــامَ
بَلْ
أَيَّتها الحَربُ
أَما آنَ للسَّلامِ أَنْ يَجُـــــــــــــــــــــوعَ
فَيأْكلَكِ ..!
،،،