فيس وتويتر

تيسير عبد يكتب :كيف يتم هندسة الجوع في غزة

1. يفرض الاحتلال على الشاحنات الناقلة للمساعدات التوقف في نقاط معينة يتجمهر فيها المواطنون حتى يتم نهبها وسرقتها تحت ما تسمى بسياسة (التوزيع الذاتي). ولا تصل هذه الشاحنات إلى المستودعات والمخازن المستهدفة لتوزيعها على المواطنين.
2. تكدس المواطنين طالبي المساعدات على الشاحنات. وهم يحملون اكياس الطحين. يوفر صورا كثيرة لإدخال المساعدات.. وهي الهدف الرئيسي من هذه السياسة. الصور الدعائية هي الهدف من إدخال المساعدات.
3. توفر عمليات الإنزال الجوي صورا أخرى للإغاثة العاجلة. مشفوعة بتقارير إعلامية من الدول الممولة والمنفذة للمشروع. تروجها عبر وسائلها.
4. الكميات التي تدخلها الشاحنات البرية. وتلك التي تسقط من الطائرات. لا تخضع لتوزيع عادل. وهي كميات شحيحة جدا. لا تلبي الاحتياطات الحقيقية للمواطنين الذين كانوا يحتاجون إلى 600 شاحنة يوميا في الاوقات الطبيعية قبل الحرب.
ما يدخل في اليوم الواحد لا يعادل 50 شاحنة. في افضل الأحوال. بما فيها ما تسقطه الطائرات. وهي تخضع للنهب والفوضى وعدم وصولها إلى اهدافها.
المتتبع للإعلام الإسرائيلي. وإعلام الدول المشاركة في عمليات التوزيع يجد انهم يركزون على (الصورة) صورة عمليات التوزيع. ودخول الشاحنات. وصور بعض طالبي المساعدات الذين يجمعون كميات كبيرة من المساعدات. وينشرون فيديوهات لهم بذلك. صورة طالب مساعدات يمزق اكياس طحين. صورة تاجر يعرض بعض الفاكهة في الأسواق التي استطاع تهريبها. صورة مواطن يشتري آيفون بثمن مرتفع. ويريدون من هذه الصور نفي الجوع عن المواطنين. وإثبات شبعهم وبطرهم وكذب إدعائهم بالجوع.
هذه صور نادرة وقليلة ولا تمثل الواقع. ومجموعها لا يساوي الواقع المؤلم. والتقاطها وترويجها بشكل انتقائي يكشف النوايا السيئة للتغطية على المجاعة الحقيقية في قلب الخيام وتجمعات النازحين.
جميع هذه المعارك والصور معارك هامشية وجانبية لا تعبر عن الحقيقة. الحقيقة التي تقول ان المواطنين لا يزالون جوعى. وان المساعدات لا تصلهم. وان الاسواق فارغة من السلع. وان الاسعار جهنمية.
حتى من الناحية اللوجستية فإن جميع هذه المشاهد والصور تقع على اطراف التجمعات السكانية وتنتهي هناك. في زيكيم وكف موراج ورفح. المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال. وتحدث فيها عمليات القتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى