السلام عليكِ يا أمي…..بقلم مراد علايه – اليمن – تعز

سلام عليكِ في الأولين والآخرين وسلام عليكِ إلى يوم الدين، وسلام عليكِ في الخالدين..
سلام عليكِ وانتِ تعانينَ في المخاض لأنجابِ وخروجِ إلى الحياة، فالسلام عليكِ حين أرضعتْ، وحين ربيتْ، وحين صبرتِ عليا طفلاً وولداً وشاباً.
السلام على تلك الليالي التي كنت تسهرينَ فيها، وتعاني من مشقة المرضِ والتعبِ والإرهاق، وانتِ تعملين كل ما بوسعك لكي أنام وأرتاح.
السلام عليكِ يا أمي، وقد جُعلت الجنة تحت قدميك، وتحت طاعتك فطاعتك من طاعة الله.
السلام عليكِ حين تصلي وتقومِ الليل وتدعوا لي في ظهر الغيب بصلاح الحال والأولاد والأهل.
السلام على تلك الدموع التي ذُرفت لألم أو مرضٍ حل بي، السلام على يدك الطاهرة المطهرة الزكية وهي تتحسس جسدي لتقيس الحمى التي فيه هل ذهبتْ أم لا.
السلام على العاطفة والشعور والحنان والحب الذي اشعرتينا فيه أثناء التربية.
السلامُ على الحرص والنصيحة التي كنتِ تقدميها لي بتحذيري من أن أمشي مع فلان لأنك أحرص عليا من نفسك وتعلمينِ أين مصلحتي وأنا أعاند وأكابر عن جهلٍ مني بالحياة، ثم أدرك مؤخراً أنك كنتِ أحرص عليا من نفسي.
السلام عليك حين غسلتِ ثوبِ وأعددتِ طعامي وشنطتي لأذهب إلى المدرسة وأنتِ تطمحين بأن أكون رجل متعلم تشعرين بالفخر به أمام الآخرين.
السلام عليك وأنتِ تدبري أمر المنزل بكل هدوء رغم شحة الإمكانيات في ذلك الوقت، ولا تظهري لنا ذلك حفاظاً على مشاعرنا.
السلام عليك حين شبهك الشاعر بالمدرسة والمدرسة في حقك قليل، بل أنتِ أمة بكاملها وبكل تفاصيلها..
السلام عليك حين ينبت العظم وينشوز اللحم، وحين أرضع منك كل تفاصيل حياتي.
السلام عليك وقد أصبحت شاباً صاحب إسرة كما كنتِ تطمحين اليه، واليك يا أمي كل التأسف إن حصل مني موقف لم تسعدي من أجله فأنما أنا بشر يصيب ويخطئ.
السلام عليك وأنتِ تُحرمين نفسك شيئاً وتعطيه لي كي أتناوله وتتخلين عنه رغم حاجتك اليه، السلام على الحرمان الذي عشتيه لأجل أن نكبر لأجل أن تسقيم بنا الحياة ونُسعد بها.
السلام عليك وأنتِ تضربينا بقصد التأديب لا التعنيف، وبقصد تقويم السلوك، لا بقصد الشدة والغلظة، فسلام على يدك التي أمسكت العصا ذات يومٍ، وضربتني بيدٍ لطيفة ولسانِ ناصحة محبة.
السلام عليكِ وعلى كل أم عانت وتعبت لتُسعد أولادها، السلامُ لكل إمٍ في غزة وهي تحضن رضيعها أو ولدها الشاب وقد فارق الحياة وهي راضية محتسبة أجرها عند الله، السلام لإمهات غزة، ولأطفال غزة، ولكل أم في الدنيا حرصت على تربية أولادها وكانت لهم السند والمرشد والموجه..
أخيراً هي قبلة في جبينك أمي وتحت قدميك جنتي واسأل الله أن يكون في عونِ على طاعتك وبرك ومهما فعلت لن أوفي بزفرة واحدة من ألم مخاضعك، والسلام لروحكِ وقلبكِ.