فيس وتويتر

حسام السيسي:أمير الجرابعة… الطفل الذي مشى حافيًا ومات جائعًا

في مشهد يُجسِّد مأساة غزة المحاصَرة، لقي الطفل الفلسطيني أمير الجرابعة مصرعه برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بينما كان يحاول الوصول إلى نقطة توزيع مساعدات إنسانية، بحثًا عن الطحين لأمه وشقيقته.
أمير، لم يتجاوز الثالثة عشرة، خرج من مخيم النصيرات سيرًا على الأقدام، قاطعًا نحو 12 كيلومترًا في منطقة تتناثر فيها الجثث، وتتنقل فيها الطائرات المسيّرة فوق رؤوس المدنيين الباحثين عن ما يسدّ رمقهم.
كان حافي القدمين، نحيل الجسد، يحمل في عينيه رغيفًا مؤجلًا، وحلمًا بالحياة لا يتسع له الواقع.
لكنه لم يصل.
أصابته رصاصة قنّاص، مثل العشرات قبله ممن وقعوا في مجازر نقاط الإغاثة. سقط على الأرض جائعًا، ظمآن، بلا أحد يُسعفه.
سناء، والدته، ما زالت تبحث عن مصيره.
تنتقل من مستشفى إلى آخر، ومن سرداب إلى ميدان، تسأل عن طفلها الذي خرج ليعود بالخبز، فعاد بها وجعًا لا يهدأ.
هذه ليست حادثة فردية، بل انعكاس مرير لحرب لم تُبقِ على شيء
منذ أكتوبر، يعيش سكان غزة تحت قصف متواصل، وتحت حصار خانق يمنع دخول الغذاء والدواء والوقود.
قُتل آلاف الأطفال، ودمّرت مئات المدارس والمستشفيات، فيما تُمنَع الإغاثات من الدخول أو تُستهدف أثناء التوزيع، وسط صمت دولي مخزٍ.
قصة أمير الجرابعة ليست مجرد خبر، بل وثيقة حية تفضح ما آلت إليه الحرب:
أطفالٌ يُقتلون وهم يلهثون خلف كيس دقيق.
أمهاتٌ يُفتّشن عن أبنائهن بين الركام أو في سجلات القتلى.
مدنٌ تُمحى عن الخريطة، وذاكرةٌ جماعية تنزف على هواء القنوات.
من أمير تبدأ الحكاية، ومن كل طفل تُكتب شهادة أخرى على جريمة مستمرة.
هل وصلنا إلى ما بعد حدود الإنسانية؟
وهل بوسع العالم أن يرى طفلًا يموت جوعًا تحت رصاصة، ولا يتحرّك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى