فراج إسماعيل يكتب :الرجل الذي سيصبح ملكاً

سيلجأ خبراء السياسة إلى كتاب “الرجل الذي سيصبح ملكاً” ليفهموا الملك القادم الذي سيلعب دورا كبيرا في رسم الشرق الأوسط الجديد.
هكذا قدمت صحيفة وول ستريت جورنال لكتاب الصحفية الأمريكية المخضرمة كارين إليوت هاوس التي تخصصت طويلا في الشأن السعودي وفازت بجائزة بوليتزر .
تقول الصحيفة: إنها سيدة محظوظة. يأتي نشر سيرتها الذاتية لمحمد بن سلمان، “الرجل الذي سيصبح ملكًا”، في الوقت الذي يصعد فيه ولي العهد السعودي والمملكة التي يقودها إلى مركز الصدارة في تاريخ العالم.
لقد هزّ انتصار إسرائيل المذهل على إيران وشبكتها الإقليمية من الوكلاء والحلفاء توازن القوى القديم في الشرق الأوسط. سيلعب محمد بن سلمان، دورًا حاسمًا في تشكيل النظام الإقليمي الجديد.
وبينما يفكرون في خطواتهم التالية، سيلجأ الدبلوماسيون وصانعو السياسات إلى رواية السيدة هاوس الحيوية والموثقة بعمق لفهم قائد المملكة العربية السعودية بشكل أفضل. أما نحن، من خبراء الشرق الأوسط المخضرمين إلى القراء العاديين، فسوف نستمتع ونستفيد من هذه النظرة الشاملة للمملكة وقائدها.
كارين إليوت هاوس ترى أن بن سلمان هو رجل اللحظة في الشرق الأوسط، يجمع بين رؤية حداثية جريئة وطموح كبير للسلطة، وأنه قادر على ترك بصمة تاريخية إذا نجح في تحقيق توازن بين الإصلاح والانضباط السياسي، وبين الداخل والخارج.
بعد التطورات الإقليمية الأخيرة، ترى هاوس أن MBS أصبح لاعبًا محوريًا في رسم شكل الشرق الأوسط الجديد.
تتناول الحرب في اليمن، العلاقات مع إيران، والانفتاح على إسرائيل، وتحالفاته مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا إلى جانب الولايات المتحدة.
عن خلفيته ونشأته تقول المؤلفة إنه نشأ في بيئة ملكية محافظة، لكنه أظهر منذ الصغر طموحًا سياسيًا ورغبة في السيطرة على الملفات الحساسة.
ليس هذا الكتاب الوحيد الذي صدر عن بن سلمان في الولايات المتحدة، فيما يمكن تفسيره تمهيدا له كملك قادم.
سبقه كتاب الصحفي الأمريكي بن هوبارد (Ben Hubbard)، مراسل نيويورك تايمز في الشرق الأوسط، والذي صدر في بعض إصداراته بعنوان “صعود محمد بن سلمان إلى السلطة”MBS: The Rise to Power of Mohammed bin Salman
وفي إصدارات أخرى: الرجل الدي سيصبح ملكا. صعود وسقوط محمد بن سلمان “The Man Who Would Be King: The Rise and Fall of
Mohammed bin Salman
يرصد الكتاب صعود محمد بن سلمان (MBS) من أمير شاب غير معروف نسبيًا إلى ولي عهد السعودية، مع تحليل لطموحاته، أسلوبه في الحكم، وسياساته التي جمعت بين الإصلاح والانفراد بالسلطة.
• نشأ في أسرة ملكية كبيرة، لكنه برز من خلال قربه من والده الملك سلمان.
• لم يتلقَّ تعليمًا نخبويًا على غرار بعض الأمراء، لكنه أظهر مهارة في السيطرة على الملفات السياسية والاقتصادية.
يتناول المؤلف مراحل أخرى فيقول إنه استفاد من موقع والده كأمير الرياض ثم كملك، ليصبح وزير الدفاع ثم ولي العهد.
• أقصى منافسيه في العائلة الحاكمة بطرق غير تقليدية وسريعة.
ويتحدث الكتاب عن الجانب المثير للجدل:
– حملة اعتقالات فندق الريتز كارلتون ضد أمراء ورجال أعمال كبار.
– الحرب في اليمن وتداعياتها الإنسانية.
– قضية اغتيال جمال خاشقجي .
ويقول المؤلف الأمريكي: في البداية كان يُنظر إليه كإصلاحي شاب، لكن سمعته اهتزت بشدة بعد سلسلة أحداث مثيرة للجدل.
والخلاصة أن الكتاب يقدم صورة مزدوجة: طموح حداثي يرغب في تحديث السعودية بسرعة، مقابل أسلوب سلطوي مركزي يثير المخاوف داخليًا وخارجيًا.