كتاب وشعراء

أنا الآن …..بقلم عزوز العيساوي

في كامل أناقتي الفكرية،
لم أعد أبالي بأرقام الوقت العقيم،
الأرقام نَحسٌ رجيم،
سأتعففُ بكل ما أُوتيتُُ من قوة
وأنسى الحساب والعَدَّ..
كَكُلِّ غَلَسٍ
حينَ يُقَارِعُ فُلُولَ الشمسِ
سأقلّبُ أسفَارَ الليلِ الغَافيةِ من تعب،
بحثاً عن حروفٍ تائهةٍ
بين نَجمٍ وقمر..
ككل شتاء
حين يعشقُ الحزنَ سماءه ،
سأعَاقِرُ خَمْرَةَ غيمٍ تَرَنَّحَ على
مَقَامِ أغنيةٍ أدمنتْ
في سوادِ الليل سَمَرَ اليراعةِ و الحبرِ..
أجرُّ نَهرًا حَروناً
و قُربَانًا من قش وحجر
إلى مدامعُ الشطآنٍ
الكاسفَة في أحضان المطر..
ككلِّ ربيع وخريف
سأُعلّمَ الطيرَ استعراضَ الأجنحةِ..
فالتحليقُ بالمجانِ ولا حدود لجباهِ القدرِ..
أهيِّءُ للشمسِ مائدة من مطر..
للنهرِ ضفةِ أخرى
تعشقُ الفصول الأربعة،
وأنا بعض ماء وقطر
وبعض نهر يعشق
الصيف
والخريف
ولحونَ شِعرٍ منحرف..
ككل خريف أثمرت ظِلالُه النحيلة ،
سأعتّقَ خَوابيَ الطين
من شمسٍ وفاكهةٍ تُقاوم الزمن،
حتى إذا نضبتِ
عراجينُ النخيل وعناقيدُ الكروم
أقطّعُ ألحانَ قصائدي المُتخَثِّرة
أطعمُها لعصافيرَ تخَافُ الزكامَ وبَحَّ الحناجرِ،
وثِقلَ أجنحةِ الرحيل..
أعلقُ قمصان الصيف
على أكتافِ شجرة عاريةٍ إلا من
بقية أعشاشِ طير…
ككل نهار وليلٍ
ككل ساعة من زمن
أوثّقُ الهمساتِ المكابرةَ،
أُشهرُها في عيونِ الاشتياق..
أملأ أذن القمرِ
بحكايا وأمنيات من فرحٍ عالقٍ
بأذيال الليل المهترئة،
لينامَ على قطعة أحلامٍ لا يمزقها التعب.
فأنا الماضي والحاضر والمستقبل ،
سأنسَى الحساب إلى الأبد
كأني بعض من نَسلِ القَدَر ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى