محسن صلاح عبد الرحمن يكتب :بعض الجهلة يظنون أن الإسلام يخاصم العلم والتحديث والتطوير.

وهم أيضاً يظنون أن المرجعية الإسلامية لدى الإسلاميين الذين ارتضوا الانخراط في الحقل السياسي، والتزامهم بالدستور الذي يحوي في مادته الثانية ما يكفي تماماً لتشجيعهم على القبول بل وعلى الالتزام بكامل الدستور، وما يستتبعه من قوانين، أقول تلك الأقلية البائسة، تظن أن المرجعية الإسلامية خواء.
بينما لم يكن الله سبحانه وتعالى، ليتركنا دون وحيٍ جديدٍ، إلا بدينٍ (شامل)، ومن الشمول أن تجد فيه إجابة لكل ما يعن لذهنك من سؤال، حتى ولو كانت الإجابة، تحت عنوانٍ رئيسي.
فمثلاً، الشرائع السابقة على الإسلام، كانت مهتمة جداً بالعبادات والطاعات، لذلك كنت تجد من أتباعهم قبل (التحريف) من يرتحلون إلى الصحراء ويعكفون في صوامع، أغلب يومهم فيها، هو لعبادة الله والتقرب له بالنوافل.
إلى أن جاء الإسلام، ليوازن بين العبادات وبين السعي لإعمار الدنيا، فلذلك أعلى الإسلام من شأن العقل البشري، وحض على إعماله، وحض على الأخذ بأسباب العلم والبحث، والتطور العلمي إجمالاً.
ومن ثم، أن تنتهج نهجاً علمياً في التفكير وفي الحراك العملي كذلك.
ومن هنا، فأصحاب المرجعية الإسلامية، يتقاطعون مع غيرهم من أصحاب المرجعيات السياسية الأخرى، في كل ما يفيد إعمار الدنيا، والتطور البشري عموماً.
كل ما يختلفون فيه مع غيرهم، هو رفضهم لكل ما يخالف الشريعة الإسلامية.
عدا ذلك، فهم ليسوا في خلاف معهم، كما تظن الفئة القليلة الغبية البائسة.