فراج إسماعيل يكتب : التيك توك

لم أشاهد التيك توكرز الذين يُقال إنهم مشاهير ولم أعرف أسماءهم (الغريبة) إلا بعد القبض عليهم، وتشفي المذيع تامر أمين من خلال التيك توك أيضا!
أي أنني لم أشاهد برنامج تامر في التليفزيون، وفي هذه اللحظة وبدون البحث في جوجل أعجز عن معرفة اسم القناة التي يذيع منها.
التيك توك بمقاطعه المختصرة يسرق صناعة النجوم من التليفزيون، وستضطر قنوات التليفزيون في وقت من الأوقات إلى إغلاق أبوابها للإفلاس عندما تكتشف تدني نسب المشاهدة وعزوف المعلنين.
حتى الآن تجد القنوات التيك توك منقذا لها، فعن طريق فتح حسابات لها تعرض مقاطع مختصرة في دقيقة أو دقيقتين من برامجها. لكنها ستصدم عندما تكتشف أن هذه المقاطع ستزيد من إعراض الناس عن مشاهدتها، فما الداعي للجلوس الممل أمام الشاشة لمدة ساعة على الأقل لمشاهدة الرغي ووجع الدماغ، بينما يمكن الإكتفاء بدقيقة واحدة بجهاز الموبايل وأنت في السيارة أو المقهى أو على الرصيف!
تشفي تامر أمين وغيره من المذيعين لم يكن إلا صرخة نجاة من هذا الغول الذي سرق نجوميتهم وأفرز نجوما من بيوتهم أو من حقولهم في قراهم النائية البعيدة مثل الحاج الضوي والحاج عبدالناصر في إحدى قرى الأقصر.
المذيعون الأذكياء اكتشفوا الكيلة والكيال فصار لهم ظهور خاص على التيك توك مثل بعض مقدمي البرامج الرياضية، فيراهم الناس ولا يرى برامجهم على قنواتهم التليفزيونية.
ابراهيم عيسى رغم شهرته الطاغية في عهد مبارك كصحفي معارض، كاد يشطب من ذاكرة الناس رغم ظهوره على قناتين تليفزيونيتين، إحداهما الحرة الأمريكية قبل إغلاقها.
وبالطبع كانت القناة المصرية التي بظهر عليها بحكم ملكيتها للشركة المتحدة التي تسيطر على كل قنوات مصر، لا تتيح له أن يعارض أو ينتقد، فاختفى نهجه وضاع أسلوبه وفقد حراراته وأعرض من كان يبحث عنه.
سقف الوظيفة الرسمية في الإعلام يقتل الموهبة.. وهكذا انطفأت موهبة ابراهيم عيسى، لكنها عادت لتورق ثم تزهر بمجرد أن ترك وظيفته كمذيع في تليفزيون رسمي إلى بيته وإلى جهاز الموبايل الصغير الذي يبث منه في بيته أو على شاطئ البحر.
ورغم عدم جودة الصورة على التيك توك فقد عاد له جمهوره وصار يبحث عن مقاطعه وعاد هو إلى النقد الجرئ لكل شيء في البلد.. من بناء المدن الجديدة إلى تدشين الكباري!
ورغم أن قناته على اليوتيوب لم يمر عليها الكثير فإنها تجتدب الكثير من المتابعين.
هنا أشك أن البلاغات التي قدمها بعض المحامين فجأة ضد بعض التيك توكرز بدعوى الخروج على القيم والتقاليد وهوية المجتمع المصري، بلاغات كيدية سياسية.. فخارج التيك توك لا نعيش في مجتمع الفضيلة، والساحل الشمالي وما فيه من عري، وحفلات الفنانين المكشوفة هناك وفي العلمين، وقبلات النساء على الهواء للفنانين، وإمساك فتاة بجسم تامر حسني حتى قال لها “كده حنتجوز”.. كل ذلك ليس بابا من أبواب الجنة!!
لن يفرح تامر أمين وغيره كثيرا فالإعلام المرئي يشهد ثورة عظيمة لا يمكن الوقوف أمامها ببلاغات كيدية أو سياسية.. ووجود تيك توكرز سيئين ومهرجين وحشاشين، لا يقضي على تيك توكرز مؤثرين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، أصبحوا نجوما عالميين بثمن جهاز موبايل!