السفير فوزي العشماوي يكتب :الشعب بغالبية أطيافه وأفراده أبدي نضجا

لم يكن الحكم في مصر في حاجة للدعم والمساندة الشعبية كما هو في حاجة لها الآن، فهو يواجه تحديات جسام في ملفات عديدة، أهمها بلاشك ملف غزة والضغوط الإسرائيلية الأمريكية، والمحاولات الخبيثة لجعل مصر كبش الفداء والطرف الذي ” يشيل ” الليلة، وفتور العلاقات مع الدول المؤثرة عربيا خاصة السعودية، والحريق المشتعل في جنوب الوادي في السودان الشقيق في ظل التناقض العميق بين مصالح الحليفين المؤثرين مصر والامارات هناك .. وكلها تحديات تفرض ( منطقيا ) السعي الحثيث من أجل تماسك الجبهة الداخلية، وإلتفاف الشعب خلف قيادته ومؤسساته ..
والحقيقة أن الشعب بغالبية أطيافه وأفراده أبدي نضجا غير مستغرب من شعب عريق ومتحضر، وإنبري يدافع عن مصر قيادة وجيشا ودورا وتاريخا في دعم القضية الفلسطينية، وإستنكر كل محاولات المساس بهذا الدور، لدرجة إصطفاف الاخوان ( او علي الاقل جناح مؤثر وهام منه ) مع الموقف الرسمي، وإدانة الإجرام الإسرائيلي بوضوح قاطع ..
ولكن المثير للحيرة والغضب والإستغراب هو سياسات وقرارات الحكم، فجلها للأسف تصب في إتجاه معاكس غير مفهوم : زيادة التضخم وأسعار السلع والخدمات بصورة تخنق الناس جميعا ماعدا شريحة ضئيلة محصنة، ومضي مستفز في إنتخابات عبثية تثير عجب وتفكه الداخل والخارج، وإستمرار تصدر ذات الوجوه المكروهة والمستهلكة، وقصور الخطاب والسياسات عن الإرتقاء لحرج اللحظة وجسامة التحديات، ثم التمرير النهائي لقانون الايجارات الذي لايحتاجه المجتمع بكل مافيه من أزمات وتقلصات ..
ويحار المرء بالفعل، لماذا نطلق الرصاص علي إقدامنا ونصر علي أن نسلك الطريق الملئ بالألغام ؟!