كتاب وشعراء

تفاصيل لايُلاحظها أحد بقلم محمد ضياء الدين بوعمامة

أشياء روتينية تحدث
كأن يستيقظ عقلك قبلك
يُذكّرك بتفاصيل اليوم
الماضي والآتي،
وأحيانًا يُنسيك كل شيء، وكأنه
ذهنُ عجوزٍ بلغ التسعين.

كأن يستيقظ الحزن كل صباح،
يعدُّ لك القهوة ويتناولها معك،
لكنّه لا يغادر، بل يبقى معك
حتى ينتهي اليوم وتخلد إلى النوم،
عندها يعانقك، ويذهب ليحزن وحده دونك.

كأن تستيقظ تائهًا،
لا تتذكّر من أنت، وأين أنت،
تلمس يديك ووجهك لتستشعر أنك حقًا جسد،
ثم تهرع إلى المرآة مسرعًا لتنظر إليها
وتقول: “أف… الحمد لله أنني لا زلتُ مرئيًا.”

كأن تخرج إلى الشارع،
فتتصادف بكل الأمور التي تُتعبك:
الفوضى العارمة،
أصوات السيارات المزعجة،
تُرهات البشر ونفاقهم،
كل الأشياء التي اعتدت أن تراها،
ويجب التأقلم معها رغْمًا عنك.

كأن تكتب في الليل
قصيدة مثل التي كتبتها أنا الآن،
وعندما تستيقظ، تقرأها وتقول:
“هل حقًا أنا الذي كتبتها؟”
فتُحرقها، وتحدّث نفسك قائلًا:
“عادي، هذه ليست أول قصيدة
أُحرقها، فما من أحدٍ يفهمها،
حتى أنا… الصباحيّ.”
ثم تُردّد مجددًا:
“لابأس هذه أشياء روتينية تحدث…”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى