تِلْكَ الّتِي …بقلم نبيله الوزاني

تِلكَ التِي
تَركْتُ الكَثيرَ مِنها
بيْنَ دَرْفتَيِ الكِتابِ
تَعتَنِي بِزَهرَةِ الحُبِّ
في حَدِيقَةِ قَلبِها
وتُهدِي العِطْرَ
لأُمْنياتٍ شَاخَتْ
معَ أُولَى سَاعاتِ
الخَريفِ
أوْ في النّزْعِ الأَخِيرِ
مِن مَساءَاتِ
الشّتاءِ ..
–
تلكَ التِي
عَبّأتْ قَلبَها
بِالإِنْفِعالاتِ الكَبِيرةِ
والتّفاصيلِ الصّغيرةِ
كَيْ
تُنعِشَ الأَشْرعةَ المُرهَقةَ
في بَحرِ التَّعبِ ..
امْرأةٌ
خَلَعَتْ مِنِ عُمْرِها
فُصُولاً
عَاشتْ أَزْمِنةً
عَاريةً مِنها
وارْتَدتْ لُغاتِ العالَمِ ..
–
تِلكَ الكَثِيرةُ
لا تَهُمُّها
التَّحِيَّاتُ اللّاَمِعةُ
بَينَها وبَينَ ظِلِّها
مُصادَقَةٌ حَمِيمَةٌ
تَطرُدُ اللَّيلَ
مِنْ حَقيبَةِ يَدِها
ثمَّ تشْحَنُ الضَّوءَ
في قُفّازِها
تَمْسحُ السُخَامَ عَنِ الظَّلامِ
وتَتَصفَّحُ الحُلْمَ
في وَجهِ الصَّباحٍ
كَنَجمَةٍ
تَقرأُ الجَمالَ
في لَوحَةِ اللهِ ..
–
تِلكَ التي
تَفْرِشُ صَدْرَها
لِأَوْجاعِ النِّساءِ
لِتسْتريحَ المِرآةُ
مِنْ أَنِينِ العَابِراتِ
على وجْهِها ..
تِلكَ المُمْتَدَّةُ كَسَماءٍ
تَبُسُطُ عَينَيْها
لِمَا بَعدَ اللَّوْحةِ
كَلوَحةِ ” جَالا ” يا ” دَالِي ”
كَحَضارةٍ فَخْمَةٍ
هيَ لَوْحةٌ بِأَناقةِ امْرأةٍ
تَحتَرِفُ النّهارَ
وتُخَزِّنُ الشَّمسَ
في سَرادِيبِ الشِّتاءِ
دُونَ أنْ تَقتَرِفَها
وَحْشةُ البَرْدِ ..