فيس وتويتر

رشاد حامد يكتب:ضمّ الضفة واحتلال غزة

منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة، اتخذت إسرائيل مسارين مختلفين للسيطرة عليهما:
– الضفة الغربية عبر “الضم”
– غزة عبر “الاحتلال”
هذا التباين في الأسلوب هدفه اعاقة حل الدولتين.
ما الفرق بين الضم والاحتلال؟
– الاحتلال هو سيطرة عسكرية مؤقتة دون نقل السيادة القانونية، وتتمثل النية الإسرائيلية فيه بإبقاء السيطرة مع التنصل من الالتزامات.
– الضم، هو فرض السيادة القانونية على أرض خارج حدود الدولة المعترف بها، ويعكس نية إسرائيل في تحويل الأرض إلى جزء دائم من دولتها.
الضفة الغربية: الضم
إسرائيل سبق وضمّت فعليًا القدس الشرقية عام 1980، ومدّت القوانين الإسرائيلية إلى المستوطنين في الضفة، وسيطرت على 60% من الأراضي (المنطقة ج)، وبنت أكثر من 200 مستوطنة، وشرّعت قوانين لضم أجزاء من الضفة مثل وادي الأردن. والأن أعلنت الضم الكامل للضفة، والضم يعني أن إسرائيل تعتبر هذه الأرض جزءًا من دولتها، وتُخطط للإبقاء عليها ضمن أي حل نهائي.
غزة: احتلال
في عام 2005، سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة، في ما سُمي بـ”فك الارتباط”. لكنها أغلقت حدود غزة من جميع الاتجاهات، ومنعت حرية الحركة والتجارة، وتحكمت في السجل السكاني والمياه والوقود والمعابر، وشنت حروبًا متكررة. بالتالي، رغم الانسحاب الشكلي، لا تزال غزة أرضًا محتلة بحكم القانون الدولي، لأن إسرائيل تحتفظ بالسيطرة الفعلية على مفاصل الحياة. والأن اعلنت اسرائيل الاحتلال الكامل لغزة.
النتائج العملية لكل من الضم والاحتلال
في الضفة الغربية، السيطرة على الأرض كاملة في مناطق “ج”، ومتزايدة في باقي المناطق، بينما في غزة لا توجد سيطرة ميدانية حالية، لكن السيطرة من الخارج كاملة. إسرائيل لا تجنّس سكان الضفة وتحاول عزلهم إداريًا، وفي غزة لا ترغب في ضمهم أو إدماجهم، بل فقط محاصرتهم. الهدف في الضفة هو منع قيام دولة فلسطينية والحفاظ على الأرض دون السكان، وفي غزة هو تدمير المقاومة والضغط لتسليم القطاع لجهة ثالثة. أما العبء القانوني، ففي الضفة هناك التزامات بموجب القانون الدولي تتجاهلها إسرائيل، وفي غزة تحاول التنصل منه.
ما تأثير ذلك على “حل الدولتين”؟
– تقسيم الأراضي: الضفة مقسّمة بالمستوطنات والجدار والطرق الالتفافية، ما يجعل قيام دولة فلسطينية موحدة مستحيلًا جغرافيًا. غزة محاصرة ومنفصلة سياسيًا وأمنيًا عن الضفة.
– تقويض فكرة السيادة الفلسطينية: إسرائيل تُبقي على السلطة الفلسطينية كإدارة خدمات محلية، دون سيادة حقيقية. في غزة، لا تعترف بحكم حماس، لكنها ترفض أيضًا تسليمها للسلطة، وتمنع إجراء انتخابات فلسطينية عامة.
– خلق واقع “دولتين لليهود، لا للفلسطينيين”: دولة إسرائيل داخل الخط الأخضر، ودولة إسرائيل الكبرى التي تضم القدس والمستوطنات. لا مكان لدولة فلسطينية قابلة للحياة.
السيناريو القادم: دولة أبارتهايد موسّعة؟
ضم الضفة ومحاصرة غزة دون مسؤولية مباشرة، يكرّس واقعًا يُشبه نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد)، كما وصفت ذلك منظمة منظمة العفو الدولية (Amnesty).
الخلاصة:
– ضم الضفة الغربية يعني إنهاء امكانية قيام الدولة الفلسطينية سياسيًا وجغرافيًا.
– استمرار احتلال غزة دون إدارة مباشرة يهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه وتحميل العبء لمصر.
تهجير اهل غزة و تحميل العبء لمصر
تهجير اهل غزة و تحميل العبء لمصر
لهذا يقوم العملاء بالتظاهر ضد مصر وسفاراتها، ويتهمون مصر باغلاق المعبر وحصار غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى